للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعني شخصًا مملوكًا بالمعنى الحقيقي من لفظة "مملوك" بالضرورة. وطالما نقرأ في كتب أهل الأخبار جملًا، مثل: "ومن هو؟ عبد من عبيدي"، و "أنت عبد من عبيدي"، وذلك تعبيرًا عن ازدراء شخص لشخص آخر، واستصغار لشأنه، لأنه جعله في منزلة خدمه وعبيده.

واستعملوا لفظة: "عبد" و "العبد" بالمعنى الحقيقي الخاص بالعبودية، وقصدوا بها "مملوكًا"، فقالوا: "كان عبدًا روميًّا"، وقالوا: "كان عبدًا حبشيًّا"، فقصدوا بها "مملوكًا" كائنا ما كان لونه، أو جنسه. والظاهر أن المتأخرين قد غلَّبوا استعمالها على العبيد والسود، فأطلقوا عليهم من غير ذكر صفتهم، وعنوا بها الرقيق الأسود فحسب.

وقد ذكر بعض علماء اللغة أن "العبد" إذا مُلك ولم يملك أبواه، أو الذي سبي، ولم يُملك أبواه. وقالوا: هم عبيد مملكة، وهو أن يغلب عليهم ويستعبدوا وهم أحرار. وفي الحديث: "أن الأشعث بن قيس خاصم أهل نجران إلى عمر في رقابهم، وكان قد استعبدهم في الجاهلية، فلما أسلموا، أبوا عليه، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا إنما كنا عبيد مملكة ولم نكن عبيد قن١. أي أن يغلب عليهم فيستعبدهم وهم في الأصل أحرار.

وذكر علماء العربية أن القن: العبدُ الذي مُلك هو وأبوه، وأن العبد القن الذي ولد عندك ولا يستطيع أن يخرج عنك. وعبد قن خالص العبودة٢. فالقن إذنْ، هو العبد المملوك، الذي تنقل إليه العبودية عن أبيه. وقد أسلفت أن هذه اللفظة وردت في لغة المسند، وإنها كانت تعني هذا المعنى عندهم أيضا. ويشبه العبد القن، العبد الذي يقال له "CERF" عند الرومان. و "القين": العبد والجمع قيان٣.

ويعبر عن العبد بلفظة "مولى" أيضا، ويراد بها المعتق كذلك. وتؤدي معاني اجتماعية أخرى ذكرها علماء اللغة منها: الحليف، والعقيد، والربّ


١ اللسان "١٠/ ٤٩٣"، "ملك".
٢ اللسان "١٣/ ٣٤٨"، "قنن".
٣ اللسان "ق/ ي/ ن"، "١٣/ ٣٥١".

<<  <  ج: ص:  >  >>