للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأجواد من كان يجود في أوقات الشدة والحاجة بصورة خاصة، في مثل حلول الجدب. وقد عرف نفر من العرب ب "مطاعيم الريح"، وذلك لأنهم كانوا يطعمون إذا هبت ريح الصبا، لأنها لا تهب إلا في جدب، فمدحوا. ومن هؤلاء: "كنانة بن عبد يا ليل الثقفي" عم أبي محجن١. وزعم "ابن الأعرابي" أن "مطاعيم الريح"، هم أربعة منهم: كنانة بن عبد يا ليل الثقفي المذكور و "لبيد بن ربيعة"٢.

ويقال للرجل الذي يهتز للمعروف والعطية "الأريحي"، وهو السخي، و "الأريحية" السخاء٣.

وقد ضرب المثل بجماعة من الجاهليين عرفوا بجودهم وكرمهم، حفظ العرب ذكرهم لجودهم، وما زالوا يحتفظونه حتى اليوم، يتذاكرونه ويروونه في كتاباتهم وفي أنديتهم وفي كلامهم. من هؤلاء ثلاثة سُمّوا "زاد الراكب" و "أزواد الركب"، لأنهم كانوا إذا سافروا مع قوم لم يتزودوا معهم. كانوا من أهل مكة هم: أبو عمرو بن أمية "مسافر بن أبي عمرو بن أمية"، وأبو أمية بن المغيرة المخزومي، والأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العُزّي "زمعة بن الأسود بن المطلب". وقد ضرب بهم المثل، فقيل: أقرى من زاد الراكب٤.

وقد كان "عبد الله بن أبي أمية"، المعروف ب "زاد الركب" شديد الخلاف على المسلمين، ثم خرج مهاجرًا من مكة يريد النبي، فلقيه ب "الصلوب" فوق العرج، فأعرض عنه رسول الله، ثم عفى عنه٥.

وفي معنى "زاد الركب" معنى "جفنة الركب"، والجفنة: الرجل


١ بلوغ الأرب "١/ ٩١ وما بعدها".
٢ بلوغ الأرب "١/ ٩١ وما بعدها".
٣ اللسان "٢/ ٤٦٠ وما بعدها"، "صادر"، "روخ".
٤ مجمع الأمثال "٢/ ٧٢"، اللسان "٣/ ١٩٨"، "صادر"، "زود"، المحبر "١٧٧، ٤٥٧"، تاج العروس "٢/ ٣٦٦"، "زاد"، نسب قريش "٣٠٠، ٣١٥"، الثعالبي، ثمار القلوب "١٠٣".
٥ نسب قريش "ص٣١٥ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>