للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غسان. فانتموا إلى غسان بعد١.

وقد عَيَّرت العرب وسبت من كان ذا أصل خامل، كأن يكون قينا، والقين العبد والحداد. ولعلها جمعت هذا المعنى من الترابط بين الحرفة والمنزلة، فقد كان القيون من العبيد. وقد عَيّر "حسان بن ثابت" "بني عوف بن عوف" بأنهم منتسبون إلى قريش، ولكن نسبهم ليس منهم، بل من جذع قين لئيم العروق عرقوب والده أصهب٢. فرماهم بأنهم ليسوا من قريش، ولا من العرب، بل من الروم، ووالدهم أصهب به حمرة، وليست الصهبة من لون العرب. وقال لهم: وإذا أردتم الانتساب إلى العرب، فانتسبوا إلى "تغلب"، إنهم شرّ جيل، وليس لكم غيرهم مذهب٣. ويبعث قول "حسان" هذا "تغلب" على الظن أن أقواما من الغرباء دخلوا في تغلب، وصاروا منهم. ولعله قصد أن من تنصر، دخل في تغلب، حتى دخل فيهم من ليس من العرب بسبب نصرانيته، حتى دخل فيهم قوم أصلهم من الروم.

وعير ب "أولاد درزة"، ويراد بهم الغوغاء. وبنو درز: الخياطون والحاكة، والعرب تقول للدعي: هو ابن درزة وأولاد فرتني. وذلك إذا كان ابن أمة تُساعي، فجاءت به من المساعاة، ولا يعرف له أب، وقال: هؤلاء أولاد درزة وأولاد فرتني للسفلة والسقاط٤.

والسب: الشتم، والسباب: الشتائم والمشاتمة. وأما "السبّة" فالعار٥. وكانوا يتشاتمون جماعات وفرادى، ويعير بعضهم بعضًا وقد يقذعون في السب، ولا سيما في الأمور التي تتغلب فيها العواطف على العقل.

ومن شتائم الجاهليين وسبابهم "عضضت بأير أبيك"٦، ويا ابن الزانية،


١ طبقات ابن سعد "٣/ ٢٤٧"، "دار صادر".
٢
إلى جذم قين لئيم العرو ... ق عرقوب والده أصهب
البرقوقي "ص٦٣".
٣
على تغلب أنهم شر جيل ... فليس لكم غيرهم مذهب
البرقوقي "ص٦٣".
٤ اللسان "٥/ ٣٤٨"، "صادر" "درز".
٥ تاج العروس "٣/ ٣٤ وما بعدها".
٦ البرقوقي "١٢١ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>