للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل وقت وزمان، من حبه في إظهار الزينة وحسن المظهر. جملت نفسها بالاعتناء بالنظافة وبالثياب وبالحلية، كالخلخال والسوارين والخاتم والقُلبين والقلب والفتخة والمسكة والقرطين والقلائد الأخرى، وبالتجميل بالكحل وبالمساحيق التي توضع على الوجه والدهن الذي يدهن به الشعر وخضاب الكف والقدم، وبالوشم وما شاكل ذلك من أمور تجميل وتحلية كانت معروفة في ذلك العهد.

ومن وسائل الزينة: الوشم. غرز إبرة ونحوها في عضو حتى يسيل الدم ثم يحشى بنؤور أو بالكحل أو بالنيلج أو نحوها فيزرق أثره أو يخضر١. وكانوا يقصدون بذلك التزين فينقشون به غالب أبدانهم، أنواعًا من النقوش من صور حيوانات أو نبات أو صور إنسان وكذلك الشفاه، فترى غالب شفاه نسائهم زرقًا. والأطفال منهم يوشمون في بعض المحال من وجوههم لقصد الزينة. وكذلك الرجال. وذكر أن الرسول قد نهى عن ذلك في حديث: "لعن الله الواشمة". أو "لعن الله الواشمة والمستوشمة"٢.

وكانوا يعتنون بتجميل حواجبهم وإزالة الشعر من وجوههم ب "النماص" وهو "المنقاش". وعرفت مزينة النساء ب"النامصة". وهي مزينة بالنمص. وذكر أن النمص نتف الشعر. وأن المشط ينمص الشعر وكذلك المحسّة لأن لها أسنانا كأسنان المشط. ويقال إن النماص مختص بإزالة الشعر من الحاجبين ليرققهما أو ليسويهما. وفي الحديث: لعنت النامصة والمتنمصة٣.

وعنوا بالأسنان فاستعملوا المبرد لبرد ما بين الثنايا والرباعيات، لتجميلها. وقد لعنت المتفلجات في الحديث. والمتفلجات جمع متفلجة التي تفلج بين الأسنان٤. وعنوا بتبييض الأسنان باستخدام "المسواك"، وهو ما يدلك به الفم. ويكون من عيدان بعض الأشجار ذات الرائحة الطيبة. وقد أشير إليه في الحديث٥.


١ تاج العروس "٩/ ٩٤"، "وشم".
٢ تاج العروس "٩/ ٩٤"، "وشم"، بلوغ الأرب "٣/ ١٠ وما بعدها".
٣ تاج العروس "٤/ ٤٤٣"، "نمص"، بلوغ الأرب "٣/ ١١".
٤ بلوغ الأرب "٣/ ١١".
٥ تاج العروس "٧/ ١٤٦"، "سوك".

<<  <  ج: ص:  >  >>