للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ضرب العرب المثل ببعض الرجال في شدة النكاح وكثرته. ومن هؤلاء "حوثرة" رجل بني عبد القيس، ضربت به العرب المثل في ذلك فقالت "أنكح من حوثرة"١، و "خوات بن جبير الأنصاري"، وكان يأتي أحياء العرب يتطلب النساء، فإذا سئل عن حاجته قال: قد شرد لي بعير فخرجت في طلبه. وأدرك الإسلام، ورأى الرسول، فقال له: ما فعل بعيرك الشرود؟ فقال: أما منذ قيده الإسلام فلا٢. وكان يحسن الغناء. وكان إذا رأى النساء لبس حلته وجلس إليهن. وذكر أنه "صاحب ذات النحيين"٣.

ويقال: "اغتلم الرجل" إذا هاج من الشهوة، وكذلك الجارية وفي الحديث: "خير النساء الغلمة على زوجها". والغلمة: شهوة الضراب، "وفسره جماعة بالشبق واشتهاء الغلمان"٤. و"الشبق" شدة الغلمة وطلب النكاح، يقال: رجل شبق، وامرأة شبقة٥. وقد ذكر أهل الأخبار أسماء رجال عرفوا بالشبق والغلمة، ومن هؤلاء "ابن الغز". فذكر أن عبد الملك بن مروان ذكر إيادًا، فقال: "هم أخطب الناس لمكان قس، وأسخى الناس لمكان كعب، وأشعر الناس لمكان أبي دواد، وأنكح الناس لمكان ابن الغز"٦.

وفي المثل: "أنكح من ابن الغز"، وهو من بني إياد، واسمه سعد أو عروة أو الحارث بن أشيم. وذكروا أنه كان نكّاحًا عظيم الأير، زعموا أن عروسه زفت إليه، فأصاب رأس أيره جنبها، فقالت: أتهددني بالركبة٧.

وقد عرف من يحب محادثة النساء ومجالستهن ومخالطتهن ب "الزير"٨، ومن هنا قيل: "زير نساء". وقد ذكر أهل الأخبار أسماء نفر من المشهورين بذلك.


١ الثعالبي، ثمار "١٤١".
٢ الثعالبي، ثمار "١٤١".
٣ الإصابة "١/ ٤٥١ وما بعدها"، "٢٢٩٨".
٤ اللسان "١٢/ ٤٣٩"، "غلم"، تاج العروس "٩/ ٤"، "غلم".
٥ اللسان "١٠/ ١٧١"، "شبق"، تاج العروس "٦/ ٣٩٠"، "شبق".
٦ الثعالبي، ثمار "١٤٢".
٧ تاج العروس "٤/ ٧٨"، "لغز".
٨ تاج العروس "٣/ ٣٤٧"، "زير".

<<  <  ج: ص:  >  >>