للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا السبب أشار إليه، ليقف عليه قومه. غير أن العرب كانوا يستخرجون النبيذ من الكروم أيضًا، وذلك في الأماكن التي توفرت فهيا الكروم، مثل الطائف واليمن. وقد أشار "سترابون" إلى صنع الخمر من التمر١.

أما خمور العرب فمن البتع، وهو نبيذ العسل، وهو خمر أهل اليمن. ومن التمر ومن البُرّ والشعير والزبيب. ولأهل اليمن شراب من الشعير، يقال له المزر، أشرت قبل قليل إليه٢.

وشرب الجاهليون أشربة استخرجوها من الذرة ومن مواد أخرى. فقد صنع أهل اليمن "المرز" من الذرة أيضًا. فلما أسلم قوم منهم سألوا الرسول عنه. فقال لهم: أله نشوة؟ فلما قالوا له: نعم، قال: فلا تشربوه٣.

وانتبذوا في "النقير": أصل النخلة ينقر فينبذ فيه، فيشتد نبيذه. وذكر أن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة ثم يشدخون فيها الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت٤ وانتبذوا في "الحنتم": الجرار الخضر، وفي "الدبّاء"، اليقطين، وفي "المزفت" أي ما طلي بالزفت٥.

ومن الخمور "المقدى". يتخذ من العسل على بعض الروايات. يقال إنه من قرية تسمى "المقدة" بالأردن، وقيل هي في طرف حوران قرب أذرعات٦.

وللخمر أسماء عديدة، ذكرها علماء اللغة. منها ما هي معربة. عربت عن اليونانية، أو الفارسية، أو السريانية، لأنها استوردت من بلاد الشام، أو العراق٧.

ومن الخمور خمر يقال له: "الإسفنط". وهو المطيب من عصير العنب.


١ مجلة المجتمع العلمي العراقي، المجلد الثاني، "١٩٥٢م"، "ص٢٦٧".
٢ العقد الفريد "٦/ ٣٥٦".
٣ الإصابة "١/ ١٣٣".
٤ تاج العروس "٣/ ٥٨١"، "نقر".
٥ القسطلاني، إرشاد الساري "٦/ ١١".
٦ تاج العروس "٢/ ٤٦٠ وما بعدها"، "قد".
٧ راجع كتب اللغة والأدب.

<<  <  ج: ص:  >  >>