للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من شعر ينسب إلى امرئ القيس:

وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ... ولا أجمًا إلا مشيدًا بجندل١

أن آجام "تيماء"، كانت مشيدة بالجندل. والجندل الحجر، وقيل: الصخور، وذكر أنها الصخرة كرأس الإنسان٢. وقد استعين بتشييد السقوف بجذوع النخل.

ويقال للآجام: القصور بلغة أهل الحجاز، وعرفت بالآكام كذلك٣، وهي حجر، وذكر أن اللفظة "قرشية"٤. ووردت لفظة "قصر" و"قصور" في القرآن الكريم٥. وقد ذهب المفسرون إلى أن معنى "مشيد" في الآية: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} ٦، المجصص. والجص بالمدينة يسمى: المشيد٧. فالقصر، البناء الضخم المبني بالجص والحجارة، وقد يكون منفردًا محصنًا، وقد يكون في قرية، مع قصور أخرى، ولكل قصر بئر، يؤخذ منها الماء. وهي ضرورية جدًّا بالنسبة لبيوت ذلك الوقت.

ويظهر من روايات أهل الأخبار عن البيوت أن في بيوت يثرب بيوت تكونت من طابقين. طابق أرضي وطابق علوي. وكانوا يسكنون الطابقين. ولعلهم كانوا يودعون ماشيتهم ودوابهم الطابق الأرضي، أو مواضع خاصة بها ملحقة بهذا الطابق. وكانت دار "أبو أيوب الأنصاري" التي نزل بها الرسول ذات طابقين نزل الرسول بطابق، وسكن "أبو أيوب" بالطابق الثاني٨.

وكان سادات القرى قد حلوا مشكلة الدفاع عن أنفسهم وعن مواليهم ببناء


١ تاج العروس "٨/ ١٨٠"، "أجم"، اللسان "١٢/ ٨".
٢ تاج العروس "٧/ ٢٢٦"، "الجندل".
٣ النهاية، لابن الأثير "١/ ٧٨".
٤ تاج العروس "٣/ ٤٩٤"، "قصر".
٥ الحج، الآية ٤٥، الأعراف، الآية ٧٤، الفرقان، الآية ١٠.
٦ الحج، الآية ٤٥.
٧ تفسير الطبري "١٧/ ١٢٧ وما بعدها".
٨ الطبري "٢/ ٣٩٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>