للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أن العرب لم تكن تأكل القرود"، وروي أنهم كانو يأكلون كل شيء يقع بين أيديهم لشدة الفاقة والحاجة، ولا سيما الأعراب١. فأكلوا دم "الفصيد"، وكانوا يحبونه، ويرون أنه يورث القوة٢.

وورد في ألسنة الناس "أهلك الرجال الأحمران: اللحم والخمر". وورد أيضًا "أهلك النساء: الأحمران، الذهب والزعفران". وذلك لما كان الرجال والنساء ينفقونه من مال للحصول على هذه الأشياء٣. وورد أيضًا: "الأحمران: الطيب والذهب"٤.

وتسربت إلى أهل الحجاز وسائر جزيرة العرب مأكولات أعجمية أخرى، حافظت بعضها على أصالتها وعلى عجمتها. فذكر أن أهل المدينة، لما نزل فيهم ناس من الفرس في قديم الدهر، علقوا ببعض مأكولاتهم، فسموا السميط "الرزدق" والمصوص المزور، والبطيخ الحريز٥، ومأكولات أخرى، أدخلها هؤلاء الفرس وأمثالهم بحكم نزولهم على العرب قبل الإسلام.

والثريد هو طعام محبوب مشهور عند العرب. وهو طعام يتكون من فت الخبز وتهشيمه ثم بله بالمرق. والغالب أن يكون بالمرق واللحم. وقد اشتهر "هاشم بن عبد مناف"، بتقديمه الثريد لقومه٦.

ومن أكلات العرب المعروفة "الحريقة"، وهي أن يذر الدقيق على ماء أو لبن حليب فيحتسى، وهي أغلظ من السخينة يبقى بها صاحب العيال على عياله وقت الشدة٧. و"الحيسة" وهي تمر وسمن وأقط، وقد أهدت "أم سليم" حيسة إلى الرسول وضعتها في "برمة" في قدر من حجر، وأرسلتها إليه، لمناسبة دخوله بـ"زينب"٨.


١ الحيوان "٤/ ٤٤ وما بعدها"، "هارون".
٢ الحيوان "٤/ ٩٦"، "هارون".
٣ تاج العروس "٣/ ١٥٤"، "حمر".
٤ اللسان "٤/ ٤٠٨"، "حمر".
٥ البيان "١/ ١٩".
٦ وفيه يقول مطرود بن كعب الخزاعي:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
معجم الشعراء "ص٢٠٠".
٧ بلوغ الأرب "١/ ٣٨٣".
٨ إرشاد الساري "٨/ ٦٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>