للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وورد أن الجَفَلى، ويقال لطعامها الجفالة: الوليمة، التي ينادي الداعي فيها جميع القوم، أي كل من حضر إلى الطعام. ولا يستثني أحدًا، فكل من حضر يحضر تلك الوليمة عكس النقرى، حيث ينتقر الداعي، أي: صاحب الوليمة الأشخاص بأن يذكر أعيانهم، ولا يدعي غير هؤلاء المنتقرين إلى تلك الوليمة، وهي لذلك مذمومة. يقال: نقرت باسمه، أي: اسميته بين جماعة١.

وقد يقدم طعام يتعلل به قبل الطعام، يعرف عندهم بـ"السُّلْفَة". وإذا أريد أن يكرم الرجل بطعامه عبر عن ذلك بلفظة "القفي". وأما ما يرفع من المرق للإنسان، فيقال له: "القفاوة"٢، وذلك دلالة على التكريم والتقدير.

وإذا هل هلال شهر رجب، دعي بعض الناس إلى وليمة يسمونها "العتيرة"٣.

ولشهر رجب حُرمة ومكانة ومنزلة خاصة في نفوس الجاهليين. وقد كان الجاهليون ينذرون، أنهم إذا كثر مالهم، فإنهم يذبحون منه، ما يذكرون عدده في هذا الشهر. وكان منهم من يذبح من الإبل حين يبلغ الحد الذي ذكر في النذر، ومنهم من يذبح الشاة. كما كانو ينذرون بتقديم عتيرة في كل نذر آخر يريدون تحقيقه. فإذا أولموا لذلك وليمة أو وزعوا لحم العتيرة أو طعامها على الناس فعملهم هذا عتيرة٤. وهناك عتيرة أخرى، هي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام ويصب دمها على رأسها، فهذه عتيرة أيضًا٥.


١ البخلاء "٥٤٦"، القاموس "٣/ ٣٤٩"، البخلاء "٢٤٧".
٢ العقد الفريد "٦/ ٢٩٢"، اللسان "٩/ ١٦١"، "سلف"، "١٠/ ١٩٢ وما بعدها".
٣ بلغ الأرب "١/ ٣٨٦".
٤ اللسان "٤/ ٥٣٧"، المخصص "١٣/ ٩٨".
٥ المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>