للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبناء السبيل. ومنهم من ساعد الفقراء والصعاليك بتقديم الخيل لهم للإغارة بهما واكتساب الرزق عن طريق الغارات. كالذي روي عن "الريّان بن حويص العبدي" من أنه كان قد جعل فرسه "هراوة" موقوفة على الأعزاب من قومه. فكانوا يغزون عليها ويستفيدون المال ليتزوجوا، فإذا استفاد واحد منهم مالًا وأهلًا دفعها إلى آخر منهم، فكانوا يتداولونها كذلك، فضربت مثلًا، فقيل: أعز من هراوة الأعزاب١. وذكر أنها جاءت سابقة طول أربع عشرة سنة، فتصدق بها على العزاب، يتكسبون عليها في السباق الغارات٢.

ومن تقاليد العرب مساعدة الضال والمنقطع والمعزب، وهو الذي عزب عن أهله في إبله وانقطع عنهم. ومن ذلك ما ورد في الحديث: أنهم كانوا في سفر مع النبي، فسمع مناديًا، فقال: انظروا ستجدوه معزبًا أو مكلئًا. والتعزب: الابتعاد عن الجماعات بسكنى البادية، وقد نهي عن ذلك في الإسلام. كما أشير إلى ذلك في حديث "ابن الكوع" لما أقام بالزبدة "أبو ذر الغفاري"، قال له الحجاج ارتددت على عقبيك تعزبت٣.

ومنهم من جعل في ماله صدقة يؤديها إلى الفقراء على وجه القربة إلى الآلهة أو عن دافع إنساني أو عن حب للظهور والفخر. ويقال لمن يتصدق على غيره "المتصدق". وهو عمل تطوعي، يقوم به الإنسان اختيارًا وتطوعًا، لمساعدة المعوز والمحتاج.

و"ابن السبيل" هو "ابن الطريق"، الذي قطع عليه الطريق، ولا يجد ما يتبلغ به. والضيف المنقطع به، فيجب أن يعطى ما يتبلغ به إلى وطنه٤.

وقد تتعرض السابلة إلى لصوص الطرق، يسلبونهم ما معهم، وقد يأخذون حتى ملابسهم، فيتعرض مثل هؤلاء للهلاك والأخطار، حتى يتهيأ لهم من له شفقة ورحمة فيغيثهم بما يتمكن منه، وقد يحملهم معه.

وكان لفقر الكثير منهم، يصعب عليهم دفع ديونهم، ويماطلون في الأداء


١ تاج العروس "١/ ٣٨٠"، "عزب"، نهاية الأرب "١٠/ ٤٤ وما بعدها، ٤٦"، العمدة "٢/ ٢٣٥".
٢ العمدة "٢/ ٢٣٥ وما بعدها".
٣ تاج العروس "١/ ٣٨٠"، "عزب".
٤ تاج العروس "٧/ ٣٦٦"، "سبل".

<<  <  ج: ص:  >  >>