للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الرواية الأولى. والفرق بين الروايتين هو في تسمية القبيلة والأشخاص.

وورد أن "قيس بن عاصم" التميمي، جاء إلى النبي، فقال: إني وأدت ثماني بنات في الجاهلية. قال: فأعتق عن كل واحدة منهن بدنة١. أو: فأعتق عن كل واحدة منهن رقبة٢.

ويذكر الأخباريون أن "الوأد كان مستعملًا في قبائل العرب قاطبة، فكان يستعمله واحد ويتركه عشرة فجاء الإسلام، وقد قل ذلك فيها إلا من بني تميم، فإنهم تزايد فيهم ذلك قبيل الإسلام"٣. وقبيلة كندة وقيس وهذيل وأسد وبكر ابن وائل من القبائل التي عرف فيها الوأد، وخزاعة، وكنانة، ومضر، وأشدهم في هذا تميم زعموا خوف القهر عليهم، وطمع غير الأكفاء فيهن٤. وذكر بعض أهل الأخبار أن الوأد كان في تميم، منهم انتقل إلى غيرهم. وقيل: إنه كان في تميم، وقيس، وأسد، وهذيل، وبكر بن وائل، وهم من مضر٥.

فهي عادة تفشت في قبائل مضر خاصة. وقيل: إنها كانت في غير مضر كذلك.

وذكر أنها كانت في ربيعة ومضر٦، أي: في العرب الذين تغلب الأعرابية على حياتهم.

وذكر "عكرمة" في تفسير الآية: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} ، أنها نزلت فيمن يئد البنات من ربيعة ومضر. كان الرجل يشترط على امرأته، أن تستحيي جارية وتئد أخرى. فإذا كانت الجارية التي توأد غدا الرجل أو راح من عند امرأته، وقال لها: أنت علي كظهر أمي إن رجعت إليك ولم تئديها، فتخد لها في الأرض خدًّا وترسل إلى نسائها فيجتمعن عندها، ثم يتداولنها حتى إذا أبصرته راجعًا دستها في حفرتها ثم سوت عليها التراب"٧.

أما أن أول من سن الوأد في العرب، هو "قيس بن عاصم المنقري"


١ تفسير الطبري "٣٠/ ٤٦"، "بولاق".
٢ القرطبي، الجامع "١٩/ ٢٣٣"، ابن كثير، تفسير "٤/ ٤٧٨".
٣ بلوغ الأرب "٣/ ٤٢".
٤ القرطبي، الجامع "١٠/ ١١٦ وما بعدها"، نهاية الأرب "١٨/ ٨٣"، الكامل "١/ ٢٨٨".
٥ الكامل "١/ ٢٨٨".
٦ تفسير الطبري "٧/ ٣٨".
٧ تفسير الطبري "٨/ ٣٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>