للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجاهلية، يشتغلون فيه بلهوهم وعيدهم من كل شيء١. ولم يتحدثوا بشيء مفصل عنه، ولم يذكروا أنه عيد من.

وورد في بيت شعر للنابغة اسم عيد دعاه "السباسب"، وقد ذكر أهل الأخبار أنه كان عيدًا لقوم من العرب في الجاهلية وكانوا يحيون فيه بالريحان.

رقاق النعال طيّبٌ حُجُزاتهم ... يحيّون بالريحان يوم السَّباسِبِ٢

وهو في الواقع عيد من أعياد النصارى، كما أشار إلى ذلك أهل الأخبار. إذ ذكروا أنه "عيد للنصارى ويسمونه يوم الشعانين"٣

وقد كان هذا العيد معروفًا في الحجاز أيضًا، ورد في الحديث: "إنّ الله تعالى أبدلكم بيوم السباسب يوم العيد"٤. وإذا صح ورود هذا الحديث عن الرسول، كان ذلك دليلًا على أن أهل مكة كانوا قد عرفوا هذا العيد وعيدوه وربما كانوا أخذوه عن النصرانية.

ولم ترد في نصوص المسند إشارات إلى أعياد العرب الجنوبيين ولم ترد إشارات إلى الأعياد في النصوص الثمودية أو اللحيانية أو الصفوية. لذلك لا أستطيع أن أتحدث عن العيد عند العرب الجنوبيين أو اللحيانيين أو الصفويين أو قوم ثمود. وقد أشار بعض الكتبة "الكلاسيكيين" إلى تعييد النبط وعرب أعالي الحجاز واحتفائهم فيها بأصنامهم وحجّهم إلى معابدهم، إلا أنهم لم يسموا تلك الأعياد بأسمائها.

وقد عيد يهود جزيرة العرب بأعيادهم أيضًا. وكانوا يحافظون عليها، لأنها في عقيدتهم عمل من الأعمال الدينية. ولم يكونوا يشتغلون فيها٥، إذ يرون في


١ تاج العروس "٥/ ٣٧٢"، "سبع"، بلوغ الأرب "١/ ٣٤٧"، اللسان "٨/ ١٤٨".
٢ بلوغ الأرب "١/ ٣٤٧"، تاج العروس "٣/ ٤١"، "الكويت" "سبب" اللسان "سبب"، ديوان النابغة "٤٥".
٣ تاج العروس "١/ ٢٩٤"، "سبب".
٤ تاج العروس "٣/ ٤١"، "طبعة الكويت"، "سبب"، "١/ ٢٩٤"، "المطبعة الخيرية".
٥ صبح الأعشى "٢/ ٤٢٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>