للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخروج عليها خروجًا على الدين الذي منعهم من الاشتغال في أيام السبت والأعياد وحتم عليهم وجوب مراعاة حرمة تلك الأيام مراعاة تامة.

ومن أعياد اليهود التي عرفها الجاهليون عيد رأس السنة، وعيد الصوم الكبير "الكبور"، و"عيد المظال" وأعياد أخرى.

أما العرب النصارى، فقد عيّدوا بأعيادهم الدينية، واحتلفوا بها، وفي المواضع التي كانت فيها جماعة كبيرة منهم كانت احتفالاتهم بها أوضح وأفرح.

وفي الحيرة، حيث تفشت النصرانية وانتشرت، كان الناس يتزينون ويتجملون ويلبسون أحسن ما عندهم من حلل في أيام أعيادهم، مثل "عيد السعانين" "عيد الشعانين"، ويحتفلون في البيع والكنائس والأديرة فرحًا بذكرى العيد، ويخرجون بصلبانهم١.

وذكر أن "يوم السعانين" "يوم الشعانين"، هو "يوم السباسب"، العيد الذي مر ذكره، وقد كان من أعياد النصارى٢. وقد اشتقت كلمة "السعانين" "الشعانين" من العبرانية، أخذت من لفظة "هوشعنا"، التي كان يتهلل بها اليهود أمام المسيح. و"السباسب": الأغصان، يريدون منها سعف النخيل الذي قطعه اليهود يوم استقبلوا المسيح في دخوله أورشليم٣.

وذكر أن "الهنزمر"، و"الهنزمن"، و"الهيزمن"، كلها: عيد من أعياد النصاى أو سائر العجم، وهي أعجمية. قال الأعشى:

إذا كان هنزمن ورُحْتُ مخشما٤

واشتهر "عيد الفصح"، وهو عيد فِطر النصارى، إذا أفطروا وأكلوا اللحم. وقد أشار إليه الأعشى بقوله:


١ الأغاني "٢/ ٣٠"، "طبعة ساسي"، صبح الأعشى "٢/ ٤١٥ وما بعدها"، اللسان "١٣/ ٢٠٩".
٢ اللسان "١/ ٤٦٠"، "صادر"، "سبب"، المخصص "١٣/ ١٠٢" تاج العروس "٤/ ٢٩٤"، نهاية الأرب "١/ ١٩١ وما بعدها"، تاج العروس "٩/ ٢٣٥".
٣ النصرانية وآدابها، القسم الثاني، الجزء الثاني، القسم الأول "ص٢١٥"، المخصص "١٣/ ١٠٢"، ديوان النابغة "ص١٥".
٤ المخصص "١٣/ ١٠٢"، الآثار الباقية "٢٩٢"، اللسان "٥/ ٢٦٧"، "هنزمر"، تاج العروس "٣/ ٦٢٣"، "هنزمر".

<<  <  ج: ص:  >  >>