للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وورد أيضًا أن الجرادتين كانتا مغنيتين للنعمان. كما ورد ذكر الجرادتين وغناءهما لأبي رغال. وورد أنه كان بمكة في الجاهلية قينتان يقال لهما: الجرادان مشهورتان بحسن الصوت١. وقيل: إن الجرادتين كانتا أمتين تتغنيان في الجاهلية وكانتا لعبد الله ابن جدعان٢.

وقد ذكر "أبو العلاء المعري"، أن العرب تسمي كل قينة جرادة، حملًا على أن قينة في الدهر الأول كانت تدعى الجرادة. واستشهد بهذا البيت:

تغنينا الجراد ونحن نشرب ... نعلّ الراح خالطها المشور٣

وذكر بعض العلماء أن "جذيمة الخزاعي بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة ابن عمرو بن عامر"، المعروف بـ"المصطلق"، كان من أحسن الناس صوتًا، وقد غنى بعد "الجرادتين"، غنى غناء النصب٤. وذكر أنه أول من غنى في خزاعة٥. ثم غنى بعده "ربيعة"، وهو "ضبيس بن حزام بن حيشة بن سلول بن كعب بن عمرو بن عامر" الخزاعي، ثم غنى بعده "زمام بن خطام الكلبي"، وقد ذكره "الصمة القشيري"، بقوله:

دعوت زمامًا للهوى فأجابني ... وأي فتى للهو بعد زمام٦

وذكر "المسعودي"، أن غناء أهل اليمن بالمعازف وإيقاعها جنس واحد، وغناؤهم جنسان: حنفي، وحميري. والحنفي أحسنها٧، فهذا هو غناء أهل اليمن. ورجع بعض أهل الأخبار غناء أهل اليمن إلى "علس بن زيد ذي جدن"، زعموا أنه أول من تغنى باليمن٨. وزعموا أنه كان من ملوك اليمن، لقب بذي جدن، لجمال صوته. فالجدن الصوت عند أهل اليمن٩.


١ اللسان "٣/ ١١٨"، "صادر"، "جرد"، تاج العروس "٢/ ٣١٨" "جرد".
٢ الأغاني "٨/ ٢" "طبعة ساسي".
٣ رسالة الغفران "٢٤٤".
٤ كتاب اللهو والملاهي "١٨".
٥ تاج العروس "٦/ ٤١٢".
٦ كتاب اللهو والملاهي "١٨".
٧ مروج "٤/ ١٣٤".
٨ الأغاني "٤/ ٣٧".
٩ اللهو والملاهي "٢٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>