للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال للمغنية: "الكرينة" أيضًا١. وقد وردت اللفظة في شعر لبيد:

بصبوح صافية وجَذْب كرينة ... بموترٍ تَأتاله إيهامها٢

وذكر أن "الكرينة" المغنية الضارية بالعود أو الصنج، والضاربة بـ"الكران".

و"الكران" هو العود٣.

وذهب أهل الأخبار إلى أن الغناء محدث في العرب، أخذ من "الحداء".

وكان الحداء في العرب قبل الغناء. وكان أول السماع والترجيع في العرب، ثم اشتق الغناء من الحداء. اشتقه "حباب بن عبد الله الكلبي"، فغنى النصب٤.

وقد أشير إلى غناء النصب في كلام ينسب إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب، فذكر أنه قال: مَرَّ بنا ابن الخطّاب، وأنا وعاصم بن عمر نغني غناء النصب، فقال: أعيدا علي٥. وورد أن أنس بن مالك سمع أخاه البراء بن مالك يغني، فقال: ما هذا؟ قال: أبيات عربية أنصبها نصبًا٦. مما يدلّ على أن غناء النصب إنما ورد من هذا المعنى كذلك أشير إلى الحداء في خبر ينسب إلى ابن جريج، قال: سألت عطاء عن قراءة القرآن على ألحان الغناء والحداء٧. وقد أخرج هذا الخبر الحداء من الغناء.

وعرف بعض العلماء النصب: أنه غناء الرُّكبان. وعرف أنه "العقيرة"، يقال: رفع عقيرته إذا غنى النصب. وعرف أنه ضرب من أغاني العرب "وفي حديث نائل مولى عثمان: فقلنا لرباح بن المغترف: لو نصبت لنا نصب العرب، أي: لو تغنيت، وفي الصحاح: لو غنيت لنا غناء العرب. "وكان رباح بن المغترف يحسن غناء النصب وهو ضرب من أغاني العرب، شبيه الحداء، وقيل:


١ العقد الفريد "٦/ ٢٧"، كتاب اللهو والملاهي "ص١٦".
٢ شرح القصائد العشر، للتبريزي "٢١٤ وما بعدها"، "٢٩٥" "طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد".
٣ العقد الفريد "٦/ ٢٧".
٤ اللهو والملاهي "١٨".
٥ العقد الفريد "٦/ ٨".
٦ المصدر نفسه.
٧ العقد الفريد "٦/ ٩"، تاج العروس "١/ ٤٨٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>