للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الناس كانوا ينظرون إلى "الحرضة" نظرة استصغار وازدراء ويعرف أيضًا بـ"الضريب".

ويسمى "الرقيب" "رابئ الضرباء" يقعد خلف ضارب قداح الميسر يرتبي لهم فيما يخرج من القداح فيخبرهم به ويعتمدون على قوله فيه، ثم يجلس الأيسار حوله دائرين به. ثم يفيض الضريب بالقداح، فإذا نشز منها قدح استسله الحرضة من غير أن ينظر إليه، ثم ناوله الرقيب فينظر الرقيب لمن هو فيدفعه إلى صاحبه، فيأخذ من أجزاء الجزور على قدر نصيب القدح منها وذلك هو الفوز.

فإن شاء بعد ذلك أمسك، وإن شاء أعاد السهم على "خطار" آخر، وهو السبق يراهن عليه، وهو ما يوضع بين أهل السباق. وإعادة السهم تسمى التثنية١.

وقد وصفت "القداح" بأنها عيدان من نبع، قد نحتت وملست وجعلت سواء في الطول. وهي عشرة من رواية أخرى غير الرواية المتقدمة. هي: الفذ والتوأم والرقيب والحلس والنافس والمسبل والمعلى والمنيح والسفيح والوغد. وللأول سهم إن فاز، وفوزه خروجه وعليه عزم سهم إن خاب، وكذلك باقيها على الترتيب فيما له وعليه إلى المعلى، وهو السابع، وله سبعة وعليه سبعة يفرض في كل سهم منها بحسب ماله، وعليه حز وتكثر هذه السهام بثلاثة أخر أغفال ليس فيها حزوز ولا لها علامات ليكون ذلك أنفى للتهمة وأبعد من المحاباة. وهي: المنيح والسفيح والوغد، وتسمى القداح مغالق، لأنها تغلق الرهن إذا ضربوا بها٢.

وإذا حضرت القداح وحضر الأيسار أخذ كل منهم من القداح على قدره وطاقته ورياسته، فمنهم من لا يبلغ حاله أكثر من الفذ فأخذه له، فإن خاب غرم سهمًا، وإن فاز أخذ سهمًا، ومنهم من يأخذ المعلى ولا يبالي بالغرم إن خاب وينال النصيب الأوفر إن فاز. ومنهم من يأخذ المعلى وسهمًا إن لم يحضر من يتمم السهام، فيأخذ ما فضل من القداح، ويقول للأيسار قد تممتكم٣.

ويقع الغرم -أي: ثمن الجزور- على من لم يخرج سهمه وهم أربعة: أصحاب الرقيب، والحلس، والنافس، والمسبل. ولجملة هذه القداح ثمانية عشر سهمًا، فيجزأ الثمن على ثمانية عشر جزءًا. ويلزم كل صاحب قدح من هذه القداح مثل ما كان


١ بلوغ الأرب "٣/ ٦١ وما بعدها".
٢ بلوغ الأرب "٣/ ٥٨ وما بعدها".
٣ بلوغ الأرب "٣/ ٥٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>