للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل وأسوء صباحاه: في المصيبة التي تقع في آخر الليل وأول النهار. أو أن يعلن عن وفاة كبير وذلك بأن ينادي بصوت عال في الأحياء وفي الأماكن العامة عن موت ذلك الكبير بعبارات مؤثرة وبصوت رخيم. ليكون ذلك معلومًا لأهل المكان، فيتجمعون حول المفجوع ويشاطرونه حزنه ويشتركون في تشييع الجنازة.

ويعبر عن الكوارث والآفات والمصائب بلفظة "لمت"، في بعض اللهجات العربية الجنوبية، كما في هذه الجملة: "كل لمت لمت"، ومعناها من كل ملمة ألمت، أو من كل نازلة نزلت١. وفي هذا المعنى أيضًا جملة: "بعد حدثت حدثت"٢ أي: بعد حادثة حدثت، أو بعد الحادثة التي حدثت، أو بعد الفاجعة التي حدثت.

ويقال: لا يصيب الناس من عظيم نوب الدهر: "دواهي الدهر". وإذا نزلت بشخص مصيبة قالوا: "دهنة داهية"، وقد يقولون: "داهية دهياء" على سبيل التوكيد والمبالغة. ويقول الشخص: دهيت. وتقول ما دهاك؟ أي: ما أصابك؟ وكل ما أصابك من منكر من وجه المأمن فقد دهاك دهيًا. والدهياء: الداهية من شدائد الأمر.

أَخُو مُحافَظَةٍ إِذا نزَلَتْ به ... دَهْياءُ داهِيَةٌ من الأَزْمِ٣

والاصطلاح الشائع عن هلاك الإنسان وفقده الحياة هو "الموت"٤. وقد وردت هذه اللفظة في لهجات عربية أخرى، مثل اللهجة الصفوية واللحيانية٥ وهناك ألفاظ أخرى تؤدي معنى الموت والهلاك. مثل الهلاك والمنايا والأحداث والحِمام والأجل والحتف والقدر والمنون والزمان والسأم والنحب وغير ذلك٦. وهي مصطلحات جاهلية، بعضها من المصطلحات القديمة، لها معان أوسع من مصطلحات الموت.

ولكن ربط بينها وبين هذا المصطلح لما لها من صلة بهلاك الإنسان وبمصيره، فجعلت تؤدي معنى الموت.


١ راجع السطر السادس من النص: Glaser ١٣١, CIH ٩٩
٢ Rhodokanakis, Stud., II, S. ١٦٠
٣ اللسان "١٤/ ٢٧٥"، "دها".
٤ المخصص "٦/ ١١٩" "أسماء الموت".
٥ W. Caskel, Lihyan Und Lihyanisch
٦ اللسان "٢٠/ ١٦١"، تاج العروس "١٠/ ٣٤٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>