للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه بنار، وما إلى ذلك. ويعد من الأعمال الشريرة في الأديان. ويعبّر في العربية بـ"قتل نفسه" عن "الانتحار".

ومن الألفاظ التي تعني الموت: القشم. يقال: قشم الرجل قشمًا، أي مات١. وأم قشعم، فإنها تعني المنية، كما تعني الحرب والداهية٢. والحِمام، لأنه قضاء الموت وقدره٣. و"أم اللهيم": ويراد بها "الحمى"، ويكنى بها عن الموت، لأنها تلتهم كل أحد. وقيل: هي "المنية"، وكنية الموت، لأنها تلتهم كل أحد٤.

ويعبّر عن الحالات التي يكون فيها المرض قد اشتد بالمريض حتى صار يشرف على الموت بتعابير خاصة مثل: "سكرات الموت" و"الحشرجة"، ويراد بها تردد النفس٥.

ويعبّر عن القتل المعجل بالقصص، فيقال: مات فلان قصصًا، إذ أصابته ضربة أو رمية فمات مكانه. ويقال: ضربه فأقصصه، أي قتله في مكانه٦.

وللدهر والحدثان والزمان والقدر، صلات قوية بالموت، إذ تنسب إليها إماتة الإنسان. والدهر على الأخص مسئول في نظر أهل الجاهلية عن قوارع الزمان وحوادثه التي تنزل بالإنسان. إنه هو المبيد، وهو المهلك، وهو المفقر، فهو إذن بالنسبة إلى الجاهليين رأس كل بلاء. ولكنهم بدلًا من التقرب إليه والتودد له ليبتعد عنهم، وليرأف بحالهم كانوا لا يستطيعون ضبط أعصابهم عند نزول الشدائد بهم، فيسبّونه، لذلك ورد أن الرسول نهى عن سب الدهر فقال: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر". وجعل الدهر في الإسلام من أسماء الله الحسنى، وذكر أنه ورد في الحديث القدسي: "يؤذيني ابن آدم، يسبّ الدهر، وإنما أنا الدهر" ٧.

والموت في نظر الجاهليين مفارقة الروح للجسد لسبب من الأسباب التي تؤول


١ اللسان "١٢/ ٤٨٤"، "صادر".
٢ اللسان "١٢/ ٤٨٥"، "صادر"، قاموس المحيط "٤/ ١٦٥"، "١٩٣٥م".
٣ تاج العروس "٨/ ٢٥٨".
٤ اللسان "١٢/ ٥٥٤".
٥ تاج العروس "٢/ ٢٢".
٦ اللسان "٧/ ٧٨"، "صادر"، تاج العروس "٤/ ٤٢٤".
٧ تاج العروس "٣/ ٢١٨"، اللسان "٢/ ٤٣٧"، "٦/ ٣٨٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>