للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه ورث السيادة من وراثة، إذ أتته من والده، هذا صحيح، وليس في ذلك من شك، لكن قومه لم يسودوه ولم يعينوه مكان أبيه، لهذا السبب، وإنما سودوه لأنه كان يحمي حمى قبيلته ويذب عنها، ولأن فيه شروط السيادة وحقوقها، فهو سيد قومه، قبل أن تأتي السيادة إليه من والده:

وإني وإن كنت ابن سيد عامر ... وفارسها المشهور في كل موكب

فما سودتني عامر من وراثة ... أبى الله أن أسمو بأم ولا أب

ولكنني أحمي حماها وأتقي ... أذاها وأرمي من رماها بمنكب١

وهذا "بشامة بن الغدير"، خال "أبي سلمى" والد زهير، يقول في شعر له:

وجدت أي فيهم وجَدّي كليهما ... يطاع ويؤتى أمره وهو مُحْتبي

فلم أتعمّل للسيادة فيهم ... ولكن أتتني طائعًا غير متعب٢

فهو رئيس ابن رئيس قبيلة، أتته السيادة من أبيه طائعة، لفضل فيه واستحقاق لها، دون أن يعمل وأن يركض للحصول عليها. فالسيادة إذن عند العرب، تتبع نظام الإرث في الغالب، إلا إذا حدث حادث يجعل أهل بيت السيادة، يعرضون عن الابن الأكبر إلى غيره، كأن يكون الابن الأكبر معتوهًا أو سفيهًا أو ضعيفًا، وأخوته أو أقرباؤه أقوى منه.


١ الحيوان "٢/ ٩٥"، "هارون".
٢ الحيوان "٢/ ٩٦"، "هارون".

<<  <  ج: ص:  >  >>