للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرئاسة والشرف. وقد افتخر "الزبرقان بن بدر التميمي" أمام الرسول بأنه من حي كرام، فلا حي يعادلهم منهم الملوك وفيهم يقسم الربع، أي: أنهم كانوا يأخذون ربع الغنيمة خالصًا، وهوالمرباع١. وكان "عديّ بن حاتم" ممن يأكل "المرباع"٢. ويرى أن الرسول قال له: "إنك لتأكل المرباع وهو لا يحل لك في دينك"٣.

وقد عرف سادات القبائل الذين يأخذون المرباع بـ"ذوي الآكال"٤، ولهم مقام عندهم بالطبع، ولهذا منحوا امتيازات في الغنائم، فوقتهم على سائر الناس. وقد ذكرهم "ابن حبيب السُّكري"، فقال عنهم: "ذوو الآكال من وائل. وهم أشراف كانت الملوك تقطعهم القطائع. فأما مضر، فكانوا لقاحًا لا يدينون للملوك إلا بعض تميم ممن كان باليمامة وما صاقبها. فذوو الآكال: قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد الله ذي الجدين بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان. وكان كسرى أطعمة الأبلة وثمانين قرية من قراها، ويزيد بن مسهر بن أصرم بن ثعلبة بن أسعد بن همام بن مُرّة بن ذهل بن شيبان، والحارث بن وعلة بن المجالد بن يثربي بن الزبّان بن الحارث بن مالك بن ذهل بن ثعلبة بن عكاية"٥.

وذوو الآكال، سادة الأحياء الآخذين للمرباع وغيره. قال الأعشى:

حولي ذوو الآكال من وائل ... كالليل من باد ومن حاضر٦

والمرباع حق قديم نجده عند أكثر القبائل، وظلَّ إلى مجيء الإسلام، لا ينازعها عليه منازع من القبيلة، فكان آل الحارث بن عبد الله بن بكر يشكر المعروفون بالغطاريف يأخذون ربع ما يغنم الأزد جميعًا، لأن الرئاسة في


١
نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... منا الملوك وفينا يقسم الربع
شرح ديوان حسان "ص٢٤٥" "للبرقوقي"، اللسان "٨/ ١٠١"، النهاية "٢/ ٦٢".
٢ معجم الشعراء "٢٥٠".
٣ النهاية "٢/ ٦٢"، اللسان "٨/ ١٠١" "صادر".
٤ شمس العلوم "حـ١ ق١ ص٨٩".
٥ المحبر "٢٥٣".
٦ تاج العروس "٧/ ٢١٠"، "آكل".

<<  <  ج: ص:  >  >>