للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأزد كانت لهم١.

ومن أكل "المرباع" "عامر الضحيان"، وكان سيّد "النمر بن قاسط" في الجاهلية وصاحب مرباعهم٢.

ومن "المرباع" جاءت "الرباعة"، بمعنى الرئاسة. يقال: هو على رباعة قومه، أي: سيدهم. ويقال: ما في بني فلان من يضبط ربا عته غير فلان، أي: أمره وشأنه الذي عليه. ويقال: لا يقيم رباعة القوم غير فلان. و"الرباعة"٣، الحال والطريقة والاستقامة. وفي كتاب الرسول للمهاجرين والأنصار: أنهم أمة واحدة على رباعتهم. أي: على استقامتهم. وأمرهم الذي كانوا عليه٤.

ولسيد القبيلة حق آخر مفروض على قبيلته، هو حق "الصفايا"، وهو ما يصطفيه الرئيس لنفسه من الغنيمة من فرس وسلاح أو جارية وغير ذلك من الأموال قبل القسمة. وكانت "صفية بنت حيي" في جملة الصفايا التي اصطفاها الرسول لنفسه يوم خيبر، ومنه قيل للضياع التي يستخلصها السلطان لخاصته "الصوافي"٥.

وقيل: الصفايا ما يصطفيه الرئيس لنفسه دون أصحابه مثل الفرس، وما لا يستقيم أن يقسم على الجيش لقلته وكثرة الجيش. وقيل: أيضًا الصفي أن يصطفي الرئيس لنفسه بعد الربع شيئًا كالناقة والفرس والجارية والصفى في الإسلام على تلك الحالة٦.

ثم له حق "النشيطة"، وهو ما أصاب من الغنيمة قبل أن يصير إلى مجتمع الحي. وقيل: النشيطة من الغنيمة، ما أصاب الرئيس في الطريق قبل أن يصير إلى بيضة القوم. وقيل: ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل بلوغهم المواضع التي قصدوها، أو ما أنشط من الغنائم ولم يوجفوا عليه بخيل ولا ركاب٧.

وأما الفضول، وهو حق آخر من حقوق الرئيس، فهو ما عجز أن يقسم


١ الأغاني "١٢/ ٤٨ وما بعدها".
٢ الاشتاق "٢٠٢".
٣ بالفتح وتكسر.
٤ تاج العروس "٥/ ٣٤٢ وما بعدها"، "بعد".
٥ اللسان "٩/ ٤٥٧"، تاج العروس "٥/ ٢٣٢"، المعاني الكبير "٢/ ٩٤٨"، النهاية "٢/ ٢٩٢"، الخراج "٢٢ وما بعدها"، الصاحبي "ص٩٠"، النهاية "٢/ ٢٦٨".
٦ تاج العروس "١٠/ ٢١١"، صفا".
٧ المعاني الكبير "٢/ ٩٤٩"، اللسان "٧/ ٤١٤". تاج العروس "٥/ ٢٣١"، الصاحبي "٩٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>