للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الحضر والأعراب إلى الحكومة، لتموين الجيش ببعض ما يحتاج إليه من طعام.

وتعرف هذه الضريبة العسكرية بتلك التسمية كذلك. فهي ضريبة من ضرائب غلات الأرض١.

ويظهر من بعض الكتابات أن بعض الإقطاعات كانت في إدارة مجلس يتألف من ثمانية أشخاص عرفوا بـ"ثمنيتن" أي "الثمانية"٢، فهم بمثابة مجلس مديري شركة يدير أمور تلك المقاطعة، أو بمثابة مشروع زراعي تعاوني، يتعاون فيه الأشخاص بإدارة ذلك المشروع، وقد تكون هنالك إقطاعات بإدارة أناس يزيد عددهم على هذا العدد أوينقص عنه.

وقد ذهب "رودوكناكس" Rhodokanakis إلى احتمال وجود طبقة خاصة من الموظفين عرفت بـ"إبعل سير"، كانت تحكم إلى جانب الطبقة المثمنة المؤلفة من الأشخاص الثمانية٣.

وظهر من النصوص القتبانية وجود جماعة من الموظفين نيطت بهم مهمة الإشراف على إدارة المعابد وتمشية شئون الأوقاف المحبوسة على المعبد. يقال لها: "أربى"، والواحد هو "ربي". ومهمته أيضًا جمع الأعشار والنذور التي تقدم إلى المعابد٤.

فهم كهيئات "الأوقاف" في البلاد العربية والإسلامية في الوقت الحاضر.

وذكر علماء اللغة "المحاجر"، وقالوا عنهم: إنهم أقيال اليمن، وهم الإحماء، كان لكل واحد منهم حمى لا يرعاه غيره. وأن المحجر ما حول القرية٥.

ويظهر أنهم قصدوا بهم أصحاب الإحماء، أي: الإقطاع، الذين استقطعوا الأرضين واستخلصوها لأنفسهم، ولم يسمحوا لأحد بالدخول إليها للرعي أو للاستفادة منها بغير إذن منهم. فهم أصحاب الإقطاع والإحماء. فحجروا بذلك على خيرة الأرضين المحيطة بالقرى، وجعلوها خاصة بهم لا يرعاها غيرهم، لما كان لهم من نفود وسلطان.


١ Handbuch I, S. ١٢٨
٢ راجع النص الموسوم بـ: Halevy ١٤٧
Rhodokanakis, Stud, I, S. ٥٦, Hartmann, Arab, Frage, S. ٢٠٨, ٤٠١
٣ Rhodokanakis, Stud, I, S. ٥٧, Glaser ١٤٧
٤ Grohmann, S. ٢١٤
٥ اللسان "٤/ ١٧١"، "حجر"، تاج العروس "٣/ ١٢٦"، "حجر".

<<  <  ج: ص:  >  >>