للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإدارية التي ظهرت في الإسلام. ولكن أهل الأخبار يروون حديث نسبوه إلى الرسول هو: "الشُّرَطُ كلاب النار"١. وهو حديث لو صح أنه من قول الرسول، فإنه يدل على وقوف أهل الحجاز على "الشرطة"، ويذكر علماء اللغة أن الشرطة سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها. وذكروا أن واحد الشرط هو الشرطي، واستدلوا على ذلك بقول الدهناء امرأة العجاج.

واللهِ لولا خشية الأمير ... وخشية الشرطي والترتور

أعوذ بالله وبالأمير ... من عامل الشرطة والأترور٢

وقد ذهبت "ابن قتيبة" إلى وجود "الشرطة" في أيام الجاهلية، إذ قال في أثناء حديثه عن المثل "علي يدي عدل": "هو: عدل بن فلان. من سعد العشيرة، وكان على شرطة تبع، فإذا غضب على رجل دفعه إليه. فقال الناس، لكل شيء يخاف هلاكه: هو على يدي عدل"٣ واختلف في اسم والده، فقيل: هو جزء "جر". وقيل: لكل ما يئس منه: وضع على عدل٤.

وقد عرف الحراس في اليمن. منهم من كان يتولى أمر حراسة الملوك، إذا ذهبوا إلى مكان، أو خرجوا لصيد، ومنهم من كان يتولى أمر حراسة قصورهم، ومنهم من تولى أمر حراسة أبواب المدن والأسوار حتى لا يدخل المدينة عدوٌ ولا يهرب منها سارق أو مجرم، وكان لملوك الحيرة والغساسنة وسادات القبائل حراس يسيرون معهم لمنع من يريد إلحاق الأذى بهم. وإذا تجولوا استتبعهم الحراس والخَدم. وذكر أن "خشرم بن الحباب" كان من حراس الرسول٥.

ويقال لمن يطوف بالليل لحراسة الناس "العس" و"العسس". فهم نوع من أنواع الحرس، تخصص بالحراسة ليلًا.

وأما "الدرابنة"، فهم البوّابون، أي: الذين يقفون على الباب، لمنع الغرباء ومن فيه ريبة من الدخول إلى البيوت. واللفظة من الألفاظ المعربة عن الفارسية،


١ تاج العروس "٥/ ١٦٧"، "شرط".
٢ تاج العروس "٥/ ١٦٧"، "شرط".
٣ ابن قتيبة، المعارف "٦١٩".
٤ تاج العروس "٨/ ١٠"، "عدل".
٥ القسطلاني، إرشاد "٢/ ٣٩٩"، الاشتقاق "٢٧٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>