للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكرت في شعر نسب إلى المثقب العبدي:

فأبقى باطلي والجدّ منها ... كدكان الدرابنة المطين١

ويقال لمن يطوف بالليل لحراسة الناس "العس" و"العسس"، فهم نوع من أنواع الشرطة، أو من المحافظين على الأمن، تخصصوا بالحراسة ليلًا.

وذكر علماء اللغة أن من مرادفات "الشرطي" "الجلواز". و"الجلواز": الثؤرور "التؤرور"، وقيل: هو الشرطي. وجلوزته: خفته بين يدي العامل في ذهابه وإيابه٢. وذكروا أن "التؤرور: العَوْن يكون مع السلطان بلا رزق، وقيل: هو الجلواز"٣. وذكر "عكرمة" في تفسير {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} . "الجلاوزة يحفظون الأمراء"٤.

وقد اتخذ حكام العربية الجنوبية السجون لتأديب خصومهم بسجنهم بها. واستعملت لسجن الخصوم السياسيين والأعداء في الغالب. لذلك كانوا يتشددون في حراستها وفي عزلها عن الناس حتى لا يتمكن أحد من الهروب منها. وقد يجعلونها في قلاعهم وحصونهم، زيادة في الحذر وفي مراقبة المساجين. وقد يتوفى السجين في سجنه من سوء حالة السجن ومن الجوع والعطش. ويقال لحارس السجن: "حصق" في اللغة العربية الجنوبية٥.

وذكر بعض علماء اللغة أن النبط تسمي "المحبوس"، "المهزرق"، و"الحبس" "الهزروقي"٦. ولا يستبعد أن يكون عرب العراق قد عرفوا هذا المصطلح.

إذ ذكروا أن "المهرزق: المحبوس، نبطية تكلمت بها العرب، وكذلك المحرزق".

وإن "الهرزق" "الحبس". وقال بعض العلماء: "المهزرق والمهرزق يقالان معًا.

كما وردا في بيت الأعشى:

هنالك ما أنجاه عزة ملكه ... بساباط حتى مات وهو مهرزق"٧.


١ تاج العروس "١/ ٢٤٩"، "٩/ ١٩٩"، "الدرابنة".
٢ اللسان "٥/ ٣٢٢"، "جلز"، تاج العروس "٤/ ١٦"، "جلز".
٣
تالله لولا خشية الأمير ... وخشية الشرطي والتؤرور.
"التؤرور" و"الثؤرور"، اللسان "٤/ ٨٨".
٤ الدينوري، عيون الأخبار "١/ ٣".
٥ راجع الصفحة "٤٣٦" من كتاب: South Arabian Insciptions
٦ تاج العروس "٦/ ٣١٣"، "حزرق"، "٧/ ٩٦"، "هزروقي"، "هزرق".
٧ تاج العروس "٧/ ٩٦"، "هرزوقي"، "هزرق".

<<  <  ج: ص:  >  >>