للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقدم عليهم الذي يتعرف أخبارهم وينقب عن أحوالهم١.

و"العريف" من المصطلحات العسكرية أيضًا، المستعملة في تنظيمات الجيش.

وقد أقر الرسول ما كان متبعًا من أمر تقسيم الجيش إلى وحدات. فعرف على كل عشرة رجلًا وأمر على الأعشار رجالًا من الناس لهم وسائل في الإسلام.

هم العرفاء٢.

و"النقيب"، شاهد القوم، وهو ضمينهم وعريفهم ورأسهم، لأنه يفتش أحوالهم ويعرفها. وفي التنزيل: {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} ٣. ولما بايع الأنصار رسول الله، جعل عليهم اثني عشر نقيبًا، ليتولوا أمر المسلمين بيثرب وليكونوا شهوده عليهم، وليقوموا بالدعوة فيها إلى الإسلام. ويظهر أن لهذه اللفظة صلة بلفظة Nacebus التي وردت في بعض المؤلفات اليونانية في حديثها عن العرب. ونجد في العهد المنسوب إلى "خالد بن الوليد" المعطى إلى أهل الحيرة والمدون في تاريخ الطبري، جملة: "وهم نقباء أهل الحيرة"، وقصد الشارح بها رؤساء الحيرة الذين صالحوا "خالد" على أداء الجزية، وهم: عديّ وعمرو أبناء عديّ بن زيد العبادي، وعمرو بن عبد المسيح، وإياس بن قبيصة وحيريّ "جيريّ" بن آكال٤.

وفي ورود اللفظة في القرآن الكريم، واختيار الرسول لنقباء أمرهم على مسلمي يثرب قبل هجرته إليها، وفي ورودها في عهد "خالد" مع أهل الحيرة، دلالة على أنها كانت شائعة معروفة في الحجاز، بمعنى رئيس وسيد قوم والمسئول عن جماعة.

أما "الرائد"، فهو الذي يتقدم الناس لطلب الماء والكلأ للنزول عليه٥. وقد نصب "عمر" "سلمان الفارسي" رائدًا وداعية على الجيش الذي أرسله إلى العراق٦.


١ اللسان "ن، ق/ ب"، "١/ ٧٦٩".
٢ الطبري "٣/ ٤٨٨".
٣ المائدة، سورة رقم٥، الآية١٢، تاج العروس"١: ٤٩٢"، "نقب".
٤ تاريخ الطبري "٣/ ٣٦٣ وما بعدها"، "حديث يوم المقر وقم فرات بادقلي".
٥ بلوغ الأرب "٢/ ١٨٥"، تاج العروس "٢/ ٣٥٩"، "راد".
٦ الطبري "٣/ ٤٨٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>