للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بد وأن يكون للملوك خزان يتولون خزن أموال الملك والأشراف على مدخولاته ومصروفاته. وكلمة "خزانة" من الألفاظ المعروفة في العربية١. وقد كان الناس يخزنون أموالهم في خزائن. ومنها أوعية يجمعون فيها المال المخزون.

وقد كان لهؤلاء الملوك جباة يجبون لهم حقوق الملك على الرعية، من أعشار التجارة، ومن غلات الأرض.

وهناك طبقة من السادة كانت لهم منزلة ومكانة في أهلهم ودرجة محترمة عند الملوك، فقربوهم إليهم وأدنوهم منهم. وقد عرفوا بـ"قرابين الملك" واحدهم قربان. يجلسون مع الملك على سريره لنفاستهم وجلالتهم٢. وذكر أن "القربان": جليس الملك الخاص، أي: المختص به. و"قرابين الملك" وزراؤه وجلساؤه وخاصته٣.

وقد عرفنا من كتابات "تدمر" أسماء بعض الوظائف التي كان يتولاها الموظفون في القيام بإدارة الأعمال العامة للمدينة. وقد أشرت إليها في حديثي عن تلك المدينة، وكانت "تدمر" قد سارت على خطة المدن اليونانية في إدارة شئونها، وهي خطة عمل بها الرومان أيضًا مع بعض التغيير الذي يناسب جو "الامبراطورية" الرومانية. ويلاحظ أن أهل "تدمر" استعملوا المصطلحات اليونانية أيضًا في تسمية الوظائف.

ويمكن أن نقول إن عرب بلاد الشأم كانوا قد ساروا على وفق النظم اليونانية الرومانية في إدارة الحكم، لوجود جاليات يونانية كبيرة العدد من مدن الشأم وقراها، ولاتصال عرب هذه الديار باليونان والرومان، مما جعلهم يختارون نظم اليونان والرومان في إدارة الحكم وفي إدارة الجيش، ونجد أثر هذا التأثر حتى في لغة الحجاز، فنجد فيها ألفاظًا عديدة دخلت العربية قبل الإسلام بزمن طويل، فعربت. وذلك في الأمور التي اختص بها اليونان والرومان ولم تكن معروفة عند العرب.


١ تاج العروس "٩/ ١٩١"، "خزن".
٢ اللسان "٥/ ١٠٣"، "صادر"، "ردف".
٣ تاج العروس، "قرب".

<<  <  ج: ص:  >  >>