للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعبر في عربية القرآن الكريم عن الشيء الذي يخرجه القوم في السنة من مالهم بقدر معلوم بـ"الخرج" وبـ"الخراج"، فهو إتاوة تؤخذ من أموال الناس١.

و"الخرج" كما يقول علماء اللغة أعم من الخراج، وجعل الخرج بإزاء الدخل.

والخراج مختص في الغالب بالضريبة على الأرض. وقيل: العبد يؤدي خرجه، أي: غلته، والرعية تؤدي إلى الأمير الخراج٢. وقد خصصت لفظة "الخراج" في الإسلام بما وضع على رقاب الأرض، وخصصت الجزية بما يدفع عن الرأس.

و"الخرج" بما يدفعه الرقيق إلى سيده وماله عن خراجه٣. وقيل: هو الأجرة، وأن الخرج من الرقاب، والخراج من الأرض. وأرض الخراج تتميز عن أرض العشر في الملك والحكم٤

ويقابل "الخراج" بالمصطلح الإسلامي لفظة Pnoros في اليونانية، فهي ضريبة الأرض عند اليونان٥. وقد كان البيزنطيون قد فرضوا "الخراج" على غلة الأرض يدفعها كل من خضع لهم. وكان يدفعها عرب الشأم لهم أيضًا، لأنهم كانوا في حكمهم. وأما عرب العراق، فقد دفعوا "الخراج" إلى الفرس٦.

ويقال للخراج: "خرجًا" في لغة بني إرم، ووردت في "التلمود" بلفظ: "خرجه" و"خرجًا". وهي عند الساسانيين خراج الأرض، أي: الضريبة الخاصة بحاصل الأرض. ولكن الفرس القدماء لم يكونوا في القديم يفرقون بين الخراج والجزية، أي: ضريبة الرأس، بل كانوا يطلقونها على الضريبتين. وقد وردت لفظة "خرجًا" في التلمود بمعنى ضريبة الرأس٧.

وأطلق "التلمود" على ضريبة الأرض اسم "طسقه" "طسقا" Taska


١ اللسان "٢/ ٢٥١"، القاموس للفيروزآبادي "١/ ١٨٤"، تاج العروس "٢/ ٨٢"، "خرج".
٢ المفردات، للراغب الأصفهاني "ص١٤٥".
٣ اللسان "٢/ ٢٥١"، القاموس "١/ ١٨٤"، الطبرسي، مجمع "٦/ ٤٩٢ وما بعدها"، تفسير الطبري "١٦/ ١٧"، البيضاوي "٢٩٧"، الكشاف "٢/ ٢٧١/ ٣٦٦، روح المعاني "١٦/ ٣٧"، "١٨/ ٤٨"، الأحكام السلطانية "ص١٤٢، ١٤٦ وما بعدها"، كتاب الخراج، لأبي يوسف "ص٣٩"، النهاية، لابن الأثير "١/ ١٩٠".
٤ الأحكام السلطانية "١٤٦ وما بعدها".
٥ Hastings, P. ٩٤٨
٦ دائرة المعارف الإسلامية "٨/ ٢٨٠"، "الخراج".
٧ J. Obermyer, Die Landschaft Babylonien, S. ٢٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>