للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ط س ق". وهي بهذا المعنى عند الفرس١. وقد أخذ العبرانيون اللفظة من الفرس. وقد كتب "عمر" إلى "عثمان بن حنيف" في رجلين من أهل الذمة أسلما: "ارفع الجزية عن رءوسهما، وخذ الطسق من أرضيهما". وعرف علماء العربية "الطسق" بأنه شبه الخراج، له مقدار معلوم، وما يوضع من الوظيفة على الجريان من الخراج المقرر على الأرض. وقد ذكروا أن اللفظة فارسية معربة٢.

وقد وردت لفظة "الخرج" و"الخراج" في القرآن الكريم٣، مما يدل على أن اللفظتين كانتا معروفتين عند أهل الحجاز قبل نزول الوحي على الرسول، وأنهما كانتا من الألفاظ المستعملة عندهم في الأمور المالية المتعلقة بدفع الضرائب إلى الحكومات وإلى ذوي السلطان. ويرى بعض المستشرقين أن الجاهليين أخذوا اللفظة من "بني إرم"، وأنهم وقفوا على "خرجه"، "خرج" و"خرجا"، وحولوهما إلى "خرج" و"خراج".

ولما فتح المسلمون العراق والشأم، أبقوا النظم المالية والإدارية على ما كانت عليه في أول الأمر، لأنها نظم قديمة، لم يكن من السهل تغييرها وتبديلها، فكان "الخراج" في جملة ما أبقي من النظم المالية.

وقد دفع عينًا، أي: غلة، فكان محتسب الخراج، يذهب إلى القرى عند دنو أجل دفع الخراج، فيأخذه من المزارعين عينًا، كأن يدفع برًّا أو شعيرًا، أو مالًا، أي: نقدًا بالدنانير أو الدراهم. ثم غلب الدفع نقدًا على الدفع عينًا، وصار هذا النقد موردًا مهمًّا من موارد بيت المال٤.

والجزية من الألفاظ المستعملة عند الجاهليين كذلك، بدليل ورودها في القرآن الكريم٥. وقد خصصت في الإسلام بما يؤخذ من أهل الذمة على رقابهم٦.


١ J. Obermyer, Die Landschaft, S. ٢٢١-٢٢٢, Baba M. ٧٣b
٢ اللسان "ط/ س/ ق"، "١٠/ ٢٢٥"، غرائب اللغة "٢٣٨".
٣ سورة المؤمنون، الآية٧٢، سورة الكهف، آية٩٣، كتاب الخراج، لأبي يوسف "٣٩".
٤ دائرة المعارف الإسلامية "٨/ ٢٨٠".
٥ التوبة، الآية٢٨ وما بعدها.
٦ المفردات للأصفهاني "ص٩١"، اللسان "١٤/ ١٤٦ وما بعدها"، القاموس "٤/ ٣١٢" "دار المأمون"، تاج العروس "١٠/ ٧٣"، دائرة المعارف الإسلامية "٦/ ٤٥٤"، الكشاف "٢/ ٣٥"، الطبري "١٠/ ٢١"، روح المعاني "١٠/ ٧٠"، تفسير البيضاوي "١٩٣، ٢٩٧، ٣٣٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>