للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسقت السماء، وعلى ما سقى الغرب١ نصف العشر. وإن في الإبل الأربعين ابنة لبون، وفي ثلاثين من الإبل ابن لبون ذكر، وفي كل خمس من الإبل شاة، وفي كل عشر من الإبل شاتان ... "٢. وعقد مثل ذلك مع بني الحارث بن كعب٣.

والكلام على العشر في الإسلام، وعلى الأرضين التي كانت تدفع العشر، يخرجنا من بحثنا هذا، وللفقهاء كلام طويل مسهب في هذا الموضوع، فعلى كتب الخراج مثل كتاب الخراج للقاضي أبي يوسف وكتاب الخراج ليحيى بن آدم القرشي، وكتب الفقه والأحكام أحيل القارئ الراغب في الوقوف على العشر في الإسلام.

والعشر من الضرائب القديمة المعروفة عند الشعوب القديمة من ساميين وغيرهم، وتكاد تكون من أقدم الضرائب المعروفة في التاريخ، وهي "أشرو" Ish-ru-u في النصوص الأشورية٤ و"معشير" Ma'asher في العبرانية٥. وقد كان الأشوريون يتقاضون العشر من التمر والحبوب عينًا، كما كانوا يتقاضونه ذهبًا٦.

وقد كانت معظم الشعوب الهندوجرمانية والسامية وغيرها تعشر أموالها: تعشر الماشية، والأثمار، وكل ما تملكه وما تغنمه في الحرب، وتخصصه باسم آلهتها.

فالعشر زكاة قديمة أدتها الشعوب إلى آلهتها تقربًا إليها وتطهيرًا لأموالها، فهي من أقدم الضرائب عند الإنسان٧.

وقد خصص العشر بـ"يهوه" إله إسرائيل وحده، يجمعها اللاويون باسمه، ولكننا نجد أن العبرانيين دفعوا العشر في بعض الأحيان إلى الملوك كذلك٨.

ويمكن رد الأسباب التي دعت العبرانيين إلى تخصيص العشر بالله "يهوه" إلى اعتقاد العبرانيين أن الله هو مالك كل شيء، وأن الأرض والعالم كله له، وأنه


١ الغرب: الدلو
٢ ابن هشام "٤/ ٢٣٦": "قدوم رسول ملوك حمير بكتابهم".
٣ ابن هشام "٤/ ٢٤٠": "إسلام بني الحارث بن كعب على يدي خالد بن الوليد لما سار إليهم".
٤ Shrader, Keilinschrift Bibliotheck, IV, ١٩٢, ٢٠٥
٥ Shrader, Keilinschrift Bibliotheck, IV, ١٩٢, ٢٠٥
٦ التكوين: الإصحاح الرابع عشر، الآية٢٠، الإصحاح ٢٨ اذية٢٢.
٧ Hastings, p. ٩٤٠
٨ قاموس الكتاب المقدس "٢/ ١٠٣"، Hastings, P. ٩٤٠

<<  <  ج: ص:  >  >>