للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برد"، وهي ستة عشر فرسخا، والفرسخ ثلاثة أميال، والميل أربعة آلاف ذراع. وورد في الحديث أيضًا "لا أخيس بالعهد ولا أحبس البُرد أي: لا أحبس الرسل الواردين عليّ١. وورد إذا أبردتم إلي بريدًا فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم. وعرفت الطرق التي يسير بها رسل البريد بـ"سكك البريد".

كل سكة منها اثني عشر ميلًا٢.

وقد أشير إلى البريد في شعر إلى "ورقة بن نوفل يقال: إنه قاله حينما مات "عثمان بن الحويرث" عند "ابن جفنة الغساني"، فاتهمت بنو أسد "ابن جفنة" بقتله٣. وعرف "أبو قيس" بـ"راكب البريد"٤.

وتحدث "الجاحظ" عن "البريد" في أيام الساسانيين، فقال: "وكانت البُرد منظمة إلى كسرى، من أقصى بلاد اليمن إلى بابه، أيام وهرز، وأيام قتل مسروق عظيم الحبشة"٥. "وكذلك كانت برد كسرى إلى الحيرة: إلى النعمان وإلى آبائه. وكذلك كانت برده إلى البحرين: إلى المكعبر مرزبان الزارة، وإلى مشكاب، وإلى المنذر بن ساوى، وكذلك كانت برده إلى عمان، وإلى الجلندي بن المستكبر.

فكانت بادية العرب وحاضرتها مغمورتين ببرده، إلا ما كان من ناحية الشام؛ فإن تلك الناحية من مملكة خثعم وغسان الروم، إلا أيام غلبت فارس على الروم، ولذلك صرنا نرى النواويس بالشامات إلى القسطنطينية.

وهل كانت برد كسرى إلى وهرز، وباذام، وفيروز بن الديلمي والي اليمن، وإلى المكعبر مرزبان الزارة، وإلى النعمان بالحيرة، إلا البغال؟ وهل وجدوا شيئًا لذلك أصلح منها"٦.

فالبغال هي وسيلة نقل البريد في ذلك الوقت. تتوقف في محطات البريد لتبدل البغال التعبة ببغال أخرى، وليبدل حملة البريد كذلك. وهكذا إلى آخر محطة.

فهي سكك تمتد مسافات طويلة. ولما كان من الصعب على البغل اختراق الصحارى


١ اللسان "٣/ ٨٦"، "صادر"، "برد".
٢ اللسان "٣/ ٨٦".
٣
ركب البريد مخاطرًا عن نفسه ... ميت المظنة للبريد المقصد
نسب قريش "٢١٠".
٤ نسب قريش "٢٦١".
٥ من رسائل الجاحظ، كتاب البغال "٢/ ٢٩٠".
٦ من رسائل الجاحظ، كتاب البغال "٢/ ٢٩١ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>