للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها. فلما سمعت مذحج باجتماع ربيعة، استعدت هي ومن يليها من قبائل اليمن للقتال، وساروا إليهم، فلما سمع أهل تهامة بذلك انضموا إلى ربيعة، وساروا كلهم إلى خزاز. فلما التقى الطرفان، اقتتلوا قتالًا شديدًا، فانهزمت مذحج شر هزيمة فيه١.

ولياقوت الحموي رواية أخرى في سبب وقوع هذا اليوم، فهو يقول: إن مضر وربيعة اجتمعت على أن يجعلوا منهم ملكًا يقضي بينهم، فكلٌّ أراد أن يكون منهم، ثم تراضوا أن يكون من ربيعة ملك ومن مضر ملك، ثم أراد كل بطن من ربيعة ومن مضر أن يكون الملك منهم، ثم اتفقوا أن يتخذوا ملكًا من اليمن، فطلبوا ذلك إلى بني آكل المرار من كندة، فملكوا أولاد الحارث بن حجر الكندي عليهم، ثم ما لبثوا أن ثاروا عليهم وقتلوهم، فكان حديث يوم الكلاب.

ولم يبق من ولد الحارث غير سلمة، فجمع جموع اليمن وسار ليقتل نزارًا، وبلغ ذلك نزارًا فاجتمع بنو عامر وبنو وائل، وتغلب وبكر، وبلغ الخبر كليب وائل، فجمع ربيعة، وقدم على مقدمته السفاح التغلبي، فكان يوم خزاز، وقد انتصر بنو نزار فيه على القبائل اليمانية٢. وهذه الرواية قريبة جدًا من رواية "اليعقوبي" عن هذا اليوم٣.

وقد أشار "عمرو بن كلثوم التغلبي" إلى هذا اليوم، وافتخر به، كما افتخر بـ"كليب وائل"، وذكر أن قومه أعانوا نزارًا في محاربتهم اليمن في ذلك اليوم٤. وذكر بعض أهل الأخبار أنه "لولا عمرو بن كلثوم ما عُرف يوم خزاز"٥. وذلك لذكره له في شعره.

وقد ذكر هذا اليوم عدد أخر من الشعراء منهم "زهير"٦.


١ ابن الأثير الكامل "١/ ٢٤٣"، "١/ ٣١٢"، النقائض "١٠٩٣" "بيفان"، العقد الفريد "٥/ ٢٤٥"، ابن الأثير "١/ ٣١٠" "المنيرية"، نقائض جرير والفرزدق "٤٥٢"، الجمحي، الطبقات "٣١"، العقد الفريد "٣/ ٣٦٤"، أيام العرب "١٠٩".
٢ البلدان "٣/ ٤٢٨ وما بعدها"، أيام العرب "١٠٩ وما بعدها".
٣ اليعقوبي "١/ ١٨٤".
٤ شرح المعلقات السبع، للزوزني "ص١٣٠" ابن الأثير الكامل "١/ ٣١٢".
٥ البكري، معجم ما استعجم "٢/ ٤٩٦" "باب حرف الخاء" العقد الفريد "٦/ ٩٧ وما بعدها".
٦
شهدت الوافدين على خزاز ... وبالسلان جمع ذا ثواه
البكري ومعجم "٢/ ٤٩٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>