للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل نزاع من هذا القبيل، وهي الحرب١.

وهي حرب استمرت سنتين، قتل فيها حذيفة بن بدر وعدة رؤساء، واشتركت فيها شيبان وضبّة وأسد وغطفان وقبائل أخرى، كما ساهم فيها ملك هجر، وامتدت إلى أن اتصلت بالإسلام. وللشاعر زهير بن أبي سلمى ذكر فيها. ولم تنته إلا بتوسط الرؤساء حيث سويت بدفع الديات، وبإنهاء تلك الحرب التي شغلت تلك القبائل وأقلقت الأمن لذلك السبب التافه على زعم قول الرواة٢.

وفي جملة حروب داحس والغبراء، يوم العذق، وهو ماء، انهزمت فيه فزارة، وقتُلوا قتلًا ذريعًا، وأسر حذيفة، فاجتمعت غطفان وسعت للصلح. فاصطلحوا على أن يهدر دم بدر بن حذيفة بدم مالك أخي قيس، وتساووا فيما بقي، فأطلق حذيفة من أسره.

ثم وقعت حرب أخرى، مثل يوم "البوار"، وكان الفوز فيه لعبس على فزارة وأسد وغطفان، ويوم الهباءة، ويوم الجراجر، إلى غير ذلك من أيام٣.

ولامتداد هذه الحرب سنين عديدة، وانتشارها خارج نطاق حدود قبيلتي عبس وذبيان، شملت أرضين واسعة، تخللتها جملة أيام لها أسماؤها. وهي بالطبع كلها من أيام هذا الحرب: حرب داحس والغبراء.

وإذا قرأت قصة داحس والغبراء، قرأت قصص شجاعة بطل مغوار أظهر


١ الأغاني "١١/ ٨٦ وما بعدها" "دار الكتب" "١٦/ ٢٤ وما بعدها" "١٧/ ١٢٣" "دار الثقافة، بيروت"، العقد الفريد "٥/ ١٥١"، البلدان "١/ ٢٠٥" "بيروت" البكري معجم "٣/ ١٣٩٦"، المعارف "٦٠٦"، ابن الأثير، الكامل "١/ ٣٤٣" "الطباعة المنيرية" الأغاني "١٧/ ١٢٣" "دار الثقافة بيروت"، المختصر في أخبار البشر, لأبي العداء "١/ ٩٧" "دار الكتاب اللبناني" البداية والنهاية، لابن كثير، "٣/ ١٥٥" ابن خلدون المجلد الثاني "٦٣٢"، العقد الفريد "٥/ ١٥٠" "لجة التأليف"، اللسان "٦/ ٧٧" "بيروت ١٩٥٦م"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٥٦ وما بعدها".
٢ ديوان عنترة بن شداد "ص١٥١"، التبريزي، شرح ديوان الحماسة "١/ ٢٩٧"، المعلقات السبع، للزوزني "٨٩"، الأمثال "٢/ ٥١"، العقد الفريد "٣/ ٣١٣"، ابن هشام "١/ ١٨٢"، ابن الأثير "١/ ٣٤٣ وما بعدها" "الطباعة المنيرية"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٥٦"، شرح ديوان عنترة "٨٣ وما بعدها" "عبد المنعم" شرح القصائد العشر، للتبريزي "٢١٣" "مطبعة السعادة ١٩٦٤"، ديوان زهير ابن أبي سلمى، نهاية الأرب "١٥/ ٣٥٦ وما بعدها، الأغاني "١١/ ٨٦ وما بعدها" النقائض "١/ ٢٩٩".
٣ ابن الأثير "١/ ٢٥٨ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>