للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شجاعة فائقة في هذه الحرب، وكان له فيها شعر، هو عنترة بن شداد العبسي، وقصص شجاعة عنترة معروفة حتى اليوم، مشهورة، يسمعها الناس بشوق ورغبة، وهي عندهم أشهر من قصص داحس والغبراء: هذه الحرب التي خلد اسمها هذا الشعر وأمثاله.

وفي يوم الرقم، غزت بنو عامر غطفان وعليهم عامر بن الطفيل شابًا لم يرأس بعد، فخرجت إليهم بنو مرّة بن عوف، وأشجع، وناس من فزارة، وكلهم من غطفان، فقاتلوا بني عامر، وتغلبوا عليهم. وفرّ عامر بن الطفيل، وشنق الحكم بن الطفيل نفسه، ليتخلص بذلك من الأسر. ويروي الأخباريون لعروة ابن الورد وللنابغة الذبياني ولعامر بن الطفيل شعرًا ذكروا أنهم قالوه في هذا اليوم١.

وقد منيت بنو عامر بهزيمة أخرى يوم النتاءة، وكانت قد خرجت إلى غطفان تريد الأخذ بثأرها من هزيمة يوم الرقم، فأغارت على نعم بني عبس وذبيان وأشجع فأخذوها، فتعقبتها عبس وأشجع وفزارة حينما عادوا بالغنائم، والتحموا بها، وأوقعوا بها هزيمة كبيرة، وقتلت كثيرًا منهم، ونجا عامر بن الطفيل بفرسه المشهور المسمى الورد٢.

وقد منيت بنو عامر بهزيمة أخرى يوم شواحط الذي وقع بين بني عامر وبني محارب بن خصفة، وذلك حينما أغارت جماعة من بني عامر على بلاد غسان٣.

ويعد عامر بن الطفيل من فرسان العرب المشاهير. وهو من المعاصرين للرسول، وقد تعرض لنفر من أصحاب رسول الله كان الرسول قد أرسلهم بناء على رغبة "أبي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب" ملاعب الأسنة. وكان سيد بني عامر بن صعصعة، وذلك ليعلموا أهل نجد الإسلام ويفقهوهم في الدين. وقد تعهد للرسول بأن يحميهم، وأن يكونوا في جواره. فلما بلغ النفر "بئر معونة"


١ خزانة الأدب "٣/ ٧٠"، المفضليات "ص٣٠"، العقد الفريد "٦/ ٢٥ ", "يوم الرقم"، سبائك الذهب "١١٧"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٦٤".
٢ ابن الأثير "١/ ٣٩٥"، الأغاني "١٠/ ٣١٣"، العقد الفريد "٦/ ٢٦"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٦٤".
٣ العقد الفريد "٦/ ٢٧"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٦٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>