للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدا عليهم "عامر بن الطفيل" فقتلهم، واستاء من ذلك أبو براء١.

ووقعت بين سُليم وغطفان حرب بسبب مقتل معاوية بن عمرو بن الشريد السُلمي، يوم حَوْزة الأول. وكان سبب هذا اليوم تأثر معاوية من كلام امرأة من بني مُرّة كانت جميلة وسيمة دعاها لنفسه، وقد رآها بعكاظ، فامتنعت، فغزا لذلك بني مُرة. فلما علمت بنو مرة بقدومه عليهم، تجهزوا له وقتلوه٢.

فقرر صخر بن عمرو الشريد السُلمي الانتقام من قتلة أخيه، فأغار على بني مرة في يوم حوزة الثاني, وقتل دريد بن حرملة أخا هاشم بن حرملة رئيس بني مرة. ثم قتل رجل من بني جشم هو عمرو بن قيس الجشمي هاشم بن حرملة، فاستراحت بذلك بنو سُليم، وسرّت الخنساء بمقتل هاشم، ولها شعر كثير في رثاء أخويها معاوية وصخر٣.

وقد توفي صخر على أثر إصابته بجرحٍ ظل يفتك به مدة طويلة، أصيب به في غزوة غزا بها بني أسد بن خزيمة. فتعقبته بنو أسد لتخلص إبلها منه، وكان قد اكتسحها منهم في هذا الغزو، فلما كان في موضع ذات الأثل، لحقت به وجرحته فقضي هذا الجرح عليه٤.

ومن أيام هوازن وغطفان يوم اللوى، وقد قتل فيه عبد الله بن الصمة أخو دريد بن الصمة. وكان عبد الله قد غزا مع بني جشم وبني نصر أبناء معاوية بن بكر بن هوازن غطفان، فظفر بهم وساق أموالهم، وبينما كان عائدًا بغنائمه، فاجأته عبس وفزارة وأشجع في موضع اللوى، فقتلوه واستعادوا ما كان قد غنمه منهم، وجرح دريد أخوه، فلما شفي دريد من جرحه، أغار على غطفان لينتقم منها لمقتل أخيه، وقتل رجالًا منهم، واستاق جملة أسرى. وقد عرف هذا اليوم بيوم الغدير٥.


١ الطبري "٢/ ٢٤٥ وما بعدها"، "خبر بئر معونة"، المحبر "٢٣٤، ٤٧٢"، الاشتقاق "١٨٠، ٢١٥".
٢ العقد الفريد "٦/ ٢٨"، الأغاني "٢/ ٣٢٩"، "١٠/ ٢٨"، "١٣/ ١٣٤"، شرح الحماسة للتبريزي "٣/ ١١٠"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٦٥".
٣ العقد الفريد "٦/ ٢٩ وما بعدها"، الأغاني "١٣/ ١٤٠"، المبرد "٢/ ٢٨١"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٦٧".
٤ العقد الفريد "٦/ ٣١"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٦٨".
٥ الأغاني "١٠/ ٦"، شرح التبريزي على الحماسة "ص٣٠٥"، جمهرة أشعار العرب "ص٢٢٦"، العقد الفريد "٦/ ٣٢ وما بعدها"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٦٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>