للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستنقذوا ما كان قد أخذ، ثم أسروه ولم ينج إلا بعد جز ناصيته ودفع مائة من الإبل١.

وكان يوم "ذي طُلوح" وهو موضع في حَزْن بني يربوع بين الكوفة وفَيْد، لبني يربوع من تميم على بكر من ربيعة. وقد أخذ "الحارث بن شريك" أسيرًا، أخذه حنظلة بن بشر، وكان نقيلًا في بني بشر، فاختصم عبد الله بن الحارث، وعبد عمرو بن سنان في الحارث، فحكم الحارث في أمر نفسه، فأعطى كل واحد منهما مائة من الإبل، وجعل ناصيته لحنظلة بن بشر٢.

وانتصرت بنو يربوع على بكر في يوم الإياد كذلك, وكانت بكر قد أقبلت من عند عامل عين التمر قاصدة بني يربوع، ومعها من الرؤساء بسطام بن قيس فارس بكر وهانئ بن قبيصة ومفروق بن عمرو، فأحست بنو يربوع بمجيء بكر، وقاتلهم في موضع الإياد، وقتلت جماعة من فرسان بكر، وأسرت قومًا منهم: هانئ بن قبيصة الذي فدى نفسه، فنجا٣.

وقد كان بسطام بن قيس مع الحارث بن شريك -الحوفزان- ومفروق بن عمرو في يوم الغبيط، وفيه غزت بنو شيبان بلاد تميم، غزوا بني ثعلبة بن يربوع وثعلبة بن سعد بن ضبّة، وثعلبة بن عدي بن فزارة، وثعلبة بن سعد بن ذبيان، وكانوا متجاورين بصحراء فَلْج. فهزمت الثعالب، وأصابوا فيهم، واستاقوا إبلًا من نعمهم. ثم ساروا في أرض بني مالك بن زيد مناة من تميم، فاكتسحوا إبلهم، فركبت عليهم بنو مالك، وعليهم عتيبة بن الحارث اليربوعي، والأحيمر بن عبد الله، وأسيد بن حباءة، وأبو مرحب، وجزء بن سعد الرياحي، وربيع والحُليس وعمارة بنو عتيبة بن الحارث، ومالك بن نويرة وغيرهم، فأدركوهم بغبيط المَدَرة، فقاتلوهم حتى هزموهم، وأخذا ما كانوا استاقوا من آبالهم، وقتلت بنو شيبان أبا مرحب ثعلبة بن الحارث وألح عتيبة بن الحارث، وأسيد بن حباءة، والأحيمر بن عبد الله على بسطام بن قيس حتى وقع بسطام في أسر


١ المفضليات "٣"، العقد الفريد "٦/ ٤٩"، خزانة الأدب "١/ ٣٥٤"، "خزيمة"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٨٣". "فحكم بناصية خزيمة للأنيف، على أن لأسيد مائة من الإبل، قال: ففدى خزيمة نفسه بمائتي بعير وفرس"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٨٣".
٢ ابن الأثير، الكامل، "١/ ٣٨٩"، النقائض "٤٧، ٧٣، ٤٨١". العقد الفريد "٣/ ٤٣٣".
٣ النقائض "٨٥٠"، شعراء النصرانية "٢٥٩ وما بعدها"، ابن الأثير "١/ ٣٧٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>