للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عتيبة. وقد وافق بسطام على دفع دية هي ثلاث مائة بعير وأن تجز ناصيته وعلى أن يعاهد بعدم غزو بني شيبان، فأفرج عنه١.

وغزا بسطام بن قيس رئيس بني شيبان بني يربوع في يوم قُشاوة، "يوم نعف قشاوة" وقد انتصر فيه على جماعة من بني يربوع، وعاد مع بعض الغنائم٢.

ويعد هذا اليوم من وقعات بسطام المعدودة. قال ابن الأنباري: "كان لبسطام أربع وقعات: أسر يوم الصحراء، وظفر يوم قشاوة، وانهزم يوم العظالى، وقتل يوم النقاء"٣.

وقد استحر القتل في تغلب ومن كان معهم من تميم، وذلك في يوم بارق. وكان سببه أن بني تغلب والنمر بن قاسط وأناسًا من تميم اقتتلوا حتى نزلوا ناحية بارق من أرض السواد، وأرسلوا وفدًا منهم إلى بكر بن وائل يطلبون إليهم الصلح، فاجتمعت شيبان ومن معهم، وقرروا الاستفادة من هذه الفرصة، وعزموا على مباغتة القوم، فقال: زيد بن شريك الشيباني إني أجرت أخوالي وهم النمر بن قاسط، فأمضوا جواره، وساروا وأوقعوا ببني تغلب وتميم، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، لم تصب تغلب بمثلها، واقتسموا الأسرى والأموال، وكان من أعظم الأيام عليهم٤.

وقد اصطدمت بنو شيبان ببعض بطون تميم في يوم زبالة كذلك. وقد حضر هذا اليوم الأقرع بن حابس، وأخوه فراس، وهما من تميم، وكانت تميم هي البادئة بغزو بكر بن وائل. اصطدمت بهم في موضع زبالة، فنزلت الهزيمة بتميم، وأسر الأقرع وفراس أخو الأقرع، أسرهما بنو تيم الله وهي من بكر، ثم لقي بنو تيم الله بني شيبان وهم من بكر أيضًا ومعهم بنو رباب، فانتزع بسطام بن قيس رئيس بني شيبان الأقرع وأخاه منهم، وصاروا أسيرين لبسطام، ثم افتدى الأقرع وأخوه أنفسهما من بسطام، وعاهداه على إرسال الفداء، فأطلقهما


١ النقائض "٧٥، ١١٣٢"، ويقال لهذا اليوم: يوم الغبيط ويوم الثعالب، والثعالب أسماء قبائل اجتمعت فيه. ويقال له: يوم صحراء فلح، العقد الفريد "٦/ ٥٥"، ابن الأثير "١/ ٣٦٥"، سبائك الذهب "١١٤"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٨٨".
٢ النقائض "ص١٩"، ابن الأثير "١/ ٣٦٤"، البكري "٣/ ١٠٧٥" "طبعة السقا"، مادة "قشاوة"، البلدان "٧/ ٩٢" "مادة قشاوة" العمدة "٢/ ١٩١".
٣ البكري "٣/ ١٠٧٥".
٤ الكامل "١/ ٢٩٩" "المطبعة الأزهرية".

<<  <  ج: ص:  >  >>