للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سبب يوم عاقل أن "الصِّمَة بن الحارث الجُشَمي" أغار على بني حنظلة بعاقل، فأسره الجعدين الشّمّاخ أحد بني عدي بن مالك بن حنظلة، وهزم جيشه، وأبطأ الصِّمة في فدائه فجزّ الجعد ناصيته وأغلظ في الكلام عليه، فضرب الصِّمة عنقه. فمكث الصمة زمانًا. ثم غزا بن حنظلة، فأسره الحارث بن بيبة المجاشعي "الحارث بن نبيه المجاشعي" وهزم جيشه ثم أجاره الحارث من إساره ذلك، وخرج الحارث بالصِّمة إلى بني يربوع من بني حنظلة ليشترى الصِّمة أسراء قومه. فلما رأى "أبو مرحب" وهو ثعلبة بن الحارث، الصمة، وكان يعرف أن غدر بالجعد، خنس عنه، وأخذ سيفه ثم جاء فضرب به بطن الصِّمة فأثقله١.

وأما أشهر الأيام التي وقعت بين قيس وتميم، فيوم الرحرحان، ويوم شعب جبلة، ويوم ذي نجب، ويوم الصرائم، ويوم الرغام، ويوم جزع ظلال، ويوم المروت.

أما يوم رحرحان، فقد أشرت إليه سابقًا، وهو يوم وقع في أعقاب قتل الحارث بن ظالم المُري خالد بن جعفر الكلابي، وكان سببه أن قوم الحارث بن ظالم أنكروا عليه فعله، ولاموه على عمله فتجنبهم وهرب منهم، ولحق بتميم فأجاروه، فاستاءت بنو عامر من ذلك، وطلبت من بني تميم تسليم الحارث إليهم. فلما أبوا، جاءت بنو عامر تريد مباغتة تميم، وكانت تميم قد علمت بمسيرها إليهم، فأرسلوا بما عندهم من أثقال وأهل إلى بلاد بني بغيض. ولما كانوا في موضع رحرحان، التقوا ببني عامر ورئيسهم الأحوص، فدارت الدائرة على بني تميم، وأسر منهم معبد بن زرارة: أسره عامر والطفيل ابنا مالك بن جعفر بن كلاب٢. وشاركهما في أسره رجل من غنيّ يقال له: أبو عميرة عصمة بن وهب، وكان أخا طُفيل من الرضاعة، وفي أسرهم مات معبد. شدُّوا عليه القِدَّ وبعثوا به إلى الطائف خوفًا من بني تميم أن يستنقذوه٣.


١ النقائض "١٠١٩"، أيام العرب "٢١٧ وما بعدها"، العمدة "٢/ ٢٠٧".
٢ العقد الفريد "٦/ ٨ وما بعدها"، النقائض "١/ ٢١٤"، الأغاني "١٠/ ٣٠"، ابن الأثير "١/ ٣٤١". الميداني "٢/ ٣٩٨"، "الباب التاسع والعشرون: في أسماء أيام العرب" العمدة "٢/ ١٩٨ وما بعدها".
٣ العمدة "٢/ ٢٠٩"، "محمد محيي الدين عبد الحميد".

<<  <  ج: ص:  >  >>