للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنس الفداء ففدى نفسه بمئتي بعير١.

وأما يوم جِزْع ظلال "طلال"، فكان النصر فيه لفزارة، وهم من قيس كذلك على بني تميم. وكان عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري قد أغار بقومه فَزارة، ومعه مالك بن حِمار الشمخي من بني شمخ بن فزارة، على التيم وعدي وثور أطحل من بني عبد مناة، فأصاب غنائم كثيرة، ورجع بأسرى عديدين أطلقهم فيما بعد. فلما مضت مدة، بلغه أن النعمان بن جساس التيمي وعوف بن عطية وسبيع بن الخطيم، وهم سادة تميم، وابن المخيط وهو سيد بني عدي تيم، انطلقوا إلى بني سعد بن زيد مناة وضبّة يستمدونهم ويسألونهم النصر، فركب عيينة بن حصن مع قومه، وأغار على التيم، فقتلوا منهم قتلًا شديدًا وأخذوا سبيًا كثيرًا، واحتفلوا بانتصارهم هذا بشرب الخمر. وكان نساء تيم ومن كان معهن من رجالهم ينقلون زقاق الخمر إليهم. ولم يسقوا تيمًا محقرة لهم. ثم مضى زمن فردّ بنو فَزارة السبي إلى تيم، وأطلقوا الرجال بغير فداء٢.

ومن أيام ضبة وغيرهم: يوم النسار، ويوم الشقيقة، ويوم بزاخة، ودارة مأسل، والنقيعة.

وكان سبب يوم النسار جدب حلّ بأرض مضر. وخصب أصاب بلاد بني سعد والرباب، مع غيث غامر. فلما وقع ذلك الغيث. أقبلت عامر بن صعصعة ومن معهم من هوازن إلى بني سعد، وكانوا يواصلونهم بالنسب، فسألوهم أن يُرعوهم ومن معهم من هوازن ففعلوا.

فلما اجتمعت بنو سعد والرباب وهوازن ومن معها، قال بعضهم لبعض: أنه ما اجتمع مثل عدتنا قط إلا كانت بينهم أحداث، فليضمن كل حي ضامن، فكان الضامن لما كان في سعد والرباب الأهتم، وهو سنان بن سميّ بن خالد، وكان الضامن على هوازن قرة بن هبيرة بن عامر بن صعصعة. فرعوا ذلك الغيث حينًا، حتى وقع شر، سببه أن "الحتف" وهو رجل من بني ضبة قتل رجلًا من بني قشير، فوقع الشر ووقعت الحرب، واجتمع بنو سعد مع بني عامر، واستمدوا بني أسد فأمدوهم، والتقوا مع "بني ضبة" بالنسار فاقتتلوا، فصبرت


١ أيام العرب "٣٧٠ وما بعدها".
٢ النقائض "٣٠٢, ١٠٦"، "جزع طلال"، العمدة "٢/ ٢٠٤"، أيام العرب "٣٧٣ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>