للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عامر، واستحر بهم القتل، وانفضت بنو سعد وهربت، ثم هرب بنو عامر. وقتل في هذا اليوم: شريح بن مالك القشيري، رأس بني عامر، ووقع سبي منهم في أيدي خصومهم١.

وقد وقع يوم النسار بعد يوم جبلة، وذلك؛ لأن الأحاليف، وهم غطفان وبنو أسد وطيء شهدوا يوم النسار بعدما تحالفت الأحاليف، وحضره حصن بن حذيفة، وكان حصن رئيس الأحاليف، كما جاء ذلك في شعر لزهير بن أبي سُلمى٢. هذا ما يراه الرواة وأهل الأخبار من علماء قيس وبني أسد، ويؤيده أبو عبيدة٣. أما الرباب ورواة ضبة، فترى أن يوم النسار كان قبل يوم جبلة ويفند أبو عبيدة رأي الرباب٤. ويقول أبو عبيدة: كان حاجب بن زرارة على بني تميم يوم النسار ويوم الجفار. وأن "لقيطًا قتل يوم جبلة، ولو كان حيًّا ما تقدمه فيه حاجب بن زرارة. وإنما نبّه أبو عكرمة بعد أبي نهشل، وكانا قبل مبعث النبي بسبع وعشرين سنة. وكان عام جبلة مولد النبي"٥.

وذكر "المسعودي" أن "بني عامر بن صعصعة" كانوا يؤرخون بيوم شعب جبلة. وكان قبل الإسلام بنيف وأربعين سنة٦.

وقد كان يوم شعب جبلة بين بني عامر وأحلافها من عبس وبين من سار إليهم من تميم، وعليهم حاجب ولَقيط ابنا زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارِم، ومن عاضدهما من اليمن مع ابنيّ الجون الكنديين٧.

وما في رواية أبي عبيدة أو غيره من أن مولد النبي كان في عام جبلة، وهم. فالرجال الذين أسهموا في ذلك اليوم، كانوا قد هلكوا قبل ذلك بأمد، ولم يدركوا أيام الرسول. وقد ذكر أن يوم جبلة كان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة٨.


١ النقائض "٢٣٨، ٧٩٠، ١٠٦٤"، العقد الفريد "٦/ ٩٩"، ابن الأثير "١/ ٣٧٦"، الميداني "٢/ ٣٩٦"، العمدة "٥/ ١٩٩"، شرح المفضليات "٣٦٣"، أيام العرب "٣٧٨ وما بعدها"، نهاية الأرب "١٥/ ٤٢١".
٢ نقائض جرير والفرزدق "١/ ٢٣٨ وما بعدها"، المفضليات "٣٦٣ وما بعدها".
٣ المفضليات "٣٦٣ وما بعدها".
٤ المفضليات "٣٦٣ وما بعدها".
٥ ديوان جرير والفرزدق "٢/ ٧٩٠"، العمدة "٢/ ٢٠٠".
٦ التنبيه "١٧٥".
٧ التنبيه "١٧٥".
٨ بلوغ الأرب "٢/ ٧١".

<<  <  ج: ص:  >  >>