للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبعث إليهم قومًا من أصحابه، فعرض لهم "عامر بن الطفيل"، فقتلهم يوم "بئر معونة" فاغتم أبو براء لذلك، وقلق لإغفار عامر بن الطفيل بقتلهم ذمته. ومات "عامر بن الطفيل، وهو منصرف من عند رسول الله، ودعا "أبو براء" قينتين له، واستدعى "لبيدًا"، وأخذ يشرب حتى أثقله الشراب، فاتكأ على سيفه حتى فاضت نفسه، فرثاه "لبيد"، ودعاه بـ"ملاعب الرماح"١.

وقد عدّه أهل الأخبار في جملة "من كان يركب الفرس الجسام فتخط إبهامه في الأرض"٢، وفي جملة "العوارن الأشراف"٣. وقد نافر "عامر بن الطفيل" "علقمة بن علاثة" عند "هرم بن قطبة بن سنان"٤.

وزُعم أنه كان في جملة من أوفدهم "النعمان بن المنذر" إلى "كسرى" ليبينوا له مكارم العرب، وفي الوفد: أكثم بن صيفي، وحاجب بن زرارة، والحارث بن عبّاد البكري، وعمرو بن الشريد السلمي، وخالد بن جعفر الكلابي، وعلقمة بن علاثة. فتكلم في جملة من تكلم منهم. ودوّن أهل الأخبار كلامهم وأجوبة كسرى عليه، وكأنهم كانوا كتّاب محضر، دوّنوه بالنص٥! وله منافرة مع "علقمة بن علاثة"، كان حكمها "هرم بن قطبة بن سنان" الفزاري. وقد سجل أهل الأخبار حديثها بالنص كذلك٦.

ويعدّ "زيد الخيل" من مشاهير فرسان العرب كذلك، واسمه "زيد بن مهلهل بن زيد بن منهب الطائي". وهو من سادات "طيء" ومن الشعراء وكان بينه وبين "كعب بن زهير" هجاء؛ لأن كعبًا اتهمه بأخذ فرس له. قدم في وفد طيء، وهو سيدهم على الرسول. فلما انتهوا إليه كلموه. وعرض عليهم الإسلام فأسلموا. ثم بدل الرسول اسمه فسماه زيد الخير. وكلمه فأعجبه فلما ولى عائدًا من عنده إلى وطنه قال الرسول: "ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا ما كان من زيد الخيل، فإنه لم


١ الثعالبي، ثمتر "١٠١ وما بعدها"، المحبر "١١٨".
٢ المحبر "٢٣٤".
٣ المحبر "٣٠٣".
٤ المحبر "١٣٥".
٥ البيان والتبيين "١/ ٤٥".
٦ بلوغ الأرب "١/ ٢٨٨ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>