للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبلغ فيه كل ما فيه"، وقطع له "فيدًا" وأرضين معه. وكتب له بذلك. فلما عاد من المدينة وانتهى إلى ماء من مياه نجد يقال له: "قردة" أصابته الحمى، حمى يثرب الشهيرة المكناة عندهم بـ"أم ملدم"، فمات بها١.

وكان كما يصفه أهل الأخبار طويلًا جسيمًا وسيمًا يركب الفرس العظيم الطويل فتخبط رجلاه في الأرض كأنه راكب حمارًا. أسر عامر بن الطفيل وجز ناصيته٢.

"قيل له زيد الخيل لطول طراده بها وقيادته لها"٣. وقد عدّه "ابن حبيب" في جملة المتعممين مخافة النساء على أنفسهم لجمالهم٤.

ومن الفرسان "عمرو بن معديكرب"، وهو ممن وفد على رسول الله في قومه من "زبيد". فأسلم ثم ارتد بعد وفاة الرسول٥. فلما سيّر الخليفة "أبو بكر" جيشًا على المرتدين انهزم "عمرو بن ودّ"، ثم أخذ أسيرًا إلى الخليفة، فأنبه فعاد إلى الإسلام واشترك في معركة "اليرموك" ثم في معركة "القادسية" وتوفى سنة "٢١" من الهجرة٦. ويعد "فارس اليمن"٧. ونعته "ابن حبيب" بـ"فارس العرب"٨.

ومنهم: "دريد بن الصِّمة"، وهو من "بني جشم". وله أخبار مع "بني كنانة"، وقد أسرته بنو فراس من "بني كنانة"، فلما عرفته امرأة منهم وهي امرأة "ربيعة بن مكدم"، توسلت إلى قومها بفك أسره، لمساعدته لها في وقت شدة وهو لا يعرفها وهي لا تعرفه، ثم جهزته ولحق بقومه٩. وقد عده "ابن حبيب" من "أشراف العميان" و"البرص الأشراف"١٠.


١ الطبري "٣/ ١٤٥ وما بعدها"، "وكان شاعرًا، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم. فسماه زيد الخير، وقال له: يا زيد ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا كان دون الصفة ليسك. يريد غيرك، الثعالبي، ثمار "١٠١".
٢ بلوغ الأرب "٢/ ١٣٨".
٣ الثعالبي، ثمار "١٠١".
٤ المحبر "٢٣٢ وما بعدها".
٥ الطبري "٣/ ١٣٢ وما بعدها".
٦ بلوغ الأرب "٢/ ١٣١ وما بعدها"، الثعالبي، ثمار "٤٣٩، ٥٣٥، ٦٢١"، وفقئت عينه يوم اليرموك، المحبر "٢٦١، ٣٠٣".
٧ الثعالبي، ثمار "٦٢١ وما بعدها".
٨ المحبر "٢/ ٢٤٥".
٩ بلوغ الأرب "٢/ ١٣٤ وما بعدها"، الثعالبي، ثمار "٣٩٧"، "فمن بني غزية دريد بن الصمة"، الاشتقاق "١٧٧".
١٠ المحبر "٢٩٨، ٢٩٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>