للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزيد الفوارس من هذا الرعيل الشهير من فرسان الجاهلية. وكان الرؤساء في قومه. وشهد يوم "القرنتين" ومعه ثمانية عشر من ولده يقاتلون معه، وهو من سادات "بكر بن سعد بن ضبة". وهو "زيد الفوارس بن حصين بن ضرار الضبي". وقد طالت رياسته١.

ومنهم "عمرو بن كلثوم" الشاعر الشهير قاتل "عمرو بن هند" ملك الحيرة وصاحب المعلقة. وينتهى نسبه إلى "تغلب"، وهو أحد فتاك العرب وأخوه "مرة" هو الذي قتل "المنذر بن النعمان"، وأمه "أسماء بنت مهلهل بن ربيعة". وقد ساد قومه وهو ابن خمس عشرة سنة، ومات وهو ابن مائة وخمسين سنة٢.

ومن الفرسان الشجعان "أمية بن حرثان الكناني"، وكان من سادات قومه، وقد أدرك النبي وأسلم، وله ولد اسمه "كلاب بن أمية" دخل في الإسلام كذلك٣.

ومن الفرسان "الشنفرى الحارثي" وهو من الشعراء وأحد العدّائين. والعدّاءون من العرب: السليك، والشنفرى، والمنتشر بن وهب، وأوفى بن مطر. ولكن المثل سار من بينهم بالسليك. والعرب تضرب به المثل، وتزعم أنه والشنفرى أعدى من رئي، ويزعمون أنهما كانا يسبقان الأفراس، ويصيدان الظباء عدوًا٤. وقد عرف السليك بـ"سليك المقانب" ومقانب أمه، وكانت أمه سوداء، وسليك أيضًا أسود، وهو أحد أغربة العرب٥.

ولمع في هذه الأيام اسم حذيفة بن بدر، واسم حمل أخيه، وكانا سيدي بن فزارة. وقد عرف حذيفة بـ"رب" معد٦، وقاد قومه بني فزارة في عدة أيام هي: يوم النسار، ويوم الجفار، وحرب داحس والغبراء حيث قتل فيها


١ بلوغ الأرب "٢/ ١٣٧ وما بعدها"، "قال الفرزدق:
زيد الفوارس وابن زيد منهم ... وأبو قبيصة والرئيس الأول
وزيد الفوارس بن حسين بن ضرار، واشتقاق قبيصة من قولهم قبصت قبصة، أي: أخذت بثلاث أصابعي شيئًا" والاشتقاق "١٢٠".
٢ بلوغ الأرب "٢/ ١٤١ وما بعدها".
٣ الاشتقاق "١٠٧"، بلوغ الأرب "٢/ ١٣٨".
٤ الثعالبي، ثمار "١٣٥".
٥ الأغاني "١٨/ ١٣٣ وما بعدها"، الثعالبي، ثمار "١٠٥".
٦ العمدة "٢/ ١٩٣" "باب ذكر الوقائع والأيام" المحبر "٤٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>