للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العربية الجنوبية على "اخمس" أي: جيوش١.

ويعبر عن الجيش بلفظة أخرى هي: عسكر و"العسكر". وأما الموضع الذي يعسكر فيه فهو "المعسكر"٢.

ويطلق الجاهليون على الجيش الكثير الذي لا يسير إلا زحفًا من كثرته "الجرار" ويطلقون على الجيش العظيم "الجحفل"٣. ويقولون: "جيَّش الجيش" و"جيَّش فلان الجيوش" للتعبير عن التعبئة وتحضير المحاربين لقتال العدو٤.

وللعرب آداب وقواعد في الحرب، يطلبون من المحاربين اتباعها لكسب الحرب.

قيل لأكثم بن صيفي: صف لنا العمل في الحرب، قال: أقلوا الخلاف على أمرائكم، فلا جماعة لمن اختلف عليه. واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل، فتثبتوا، فإن أحزم الفريقين الركين، ورب عجلة تعقب ريثًا، وادرعوا الليل، فإنه أخفى للويل، وتحفظوا من البيات٥. وقال عتبة بن ربيعة يوم بدر لما رأى عسكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أما ترونهم خرسًا لا يتكلمون، يتلمظون تلمظ الحيات٦.

و"المعسكر" هو موضع تجمع العسكر وموضع نزولهم فيه. ويقال له: "حيرت" "حيرة" في السبئية٧.

وتقول العرب: إن الشجاعة وقاية والجبن مقتلة. واعتبر من ذلك أن من يقتل مُدبرًا أكثر ممن يقتل مقبلًا٨. وتقول أيضًا: الشجاع موقّى، والجبان مُلَقّى٩. فاستقبال الموت عندهم، خير من استدباره. ولم يكونوا يهتمون بالكثرة قدر اهتمامهم بالألفة بين المحاربين، وبالعمل يدًا واحدة وكأنهم بنية مرصوصة.

قيل لعنترة: كم كنتم يوم الفروق؟ قال: كنا مائة، لم نكثر فنتكل، ولم


١ Mahram, P.٤٣٧, Jamme ٥٧٦, ٦٣٥
٢ اللسان "٤/ ٥٦٨".
٣ شمس العلوم، الجزء الأول، القسم الثاني "ص٢٨١، ٣٠١، ٣٠٣".
٤ شمس العلوم، الجزء الأول، القسم الثاني "ص٣٧٦ وما بعدها".
٥ العقد الفريد "١/ ١١٣"، الدينوري، عيون الأخبار "١/ ١٠٨".
٦ المصدر نفسه.
٧ Jamme ٥٧٦, ٦٣١, Mahram, P.٤٣٦
٨ العقد الفريد "١/ ١١٦".
٩ المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>