للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتستعمل القنا في القتال أيضًا. ويظهر أنها نوع من أنواع القصب القوي الذي لا ينثني ولا ينكسر، يكسى رأس القناة برأس من معدن مدبب حاد ليطعن به. ويستعمل القناة الفارس والراجل.

ويقال للقنا: "قانه" Kanah في العبرانية و Kanna = Canna في اليونانية ويراد بها القصب، وهو ينبت في مواضع كثيرة من مصر، وفي الأرضين التي تكثر فيها الرطوبة والمياه١, وقد اشتهرت بعض أنواع القصب بالمتانة والقوة. ولهذا استخدمت سلاحًا من أسلحة الطعان.

واستعملت الحراب في الطعن وفي زرق العدو بها. وقد ذكر أهل الأخبار أن الحبشة كانت تحسن الطعن بها، وأن العبيد المجلوبين منها والذين كانوا بمكة، كانوا قد اشتهروا بالطعن في الحراب. ومنهم "وحشي" قاتل حمزة. وهو عبد حبشي زرق حربته ورمى بها حمزة فأصابه.

وكما تعتمد الجيوش الحديثة على أسلحة الرمي، اعتمد الجاهليون على أسلحة هي بمنزلة البنادق والرشاشات في أسلحة هذه الأيام، وهي القسي والسهام. والقوس هي الآلة التي تمسك باليد، ويشد وترها شدًّا قويًّا. ليرمي السهم إلى العدو المراد رميه. وكلما كان الشدّ قويًّا، صارت الرمية بعيدة مؤثرة. وقد يكون السهم من غصن أو من خشب. وقد يكون من معدن مثل: حديد أو نحاس٢.

ويتخذ الوتر من مادة قابلة للتوتر وللشدّ، حتى يكون في قدرته رمي السهم إلى مسافة بعيدة وبقوة. أما السهم، فقد يكون من شجر، وقد يكون من معدن، ويكون له رأس مدبب ليصيب به الهدف. وقد يسم رأس السهم، فينفذ السم منه إلى الجرح، فيصيب به الجريح إصابة قاتلة.

وقد عدت الرماية من جملة الخصال العالية في الشخص المكملة للإنسان, وقد اشتهر في الجاهلية قوم بدقة رمايتهم، وبصحة إصابتهم الأهداف، إذا أرادوا رمي أحد أخرجو النبل، فرموه بها، وقلما يخطئون. وإذا أرادوا وصف رجل بدقة الرمي، قالوا فيه: "كان من أرمى الناس"٣. وكانت الرماية دراسة


١ The Bible Dictionary, Ii, P.٣٥٥
٢ Hastings. I.P.٣١٣
٣ الأغاني "٢/ ١٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>