للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أهل الأخبار نوعًا من الخشب سموه "الشِريان"٥، ذكروا أنه خشب تتخذ منه القسي العربية١.

وأجود السهام التي وصفتها العرب، "سهام بلاد"، "سهام بلام"، و"سهام يثرب"، وهما قريتان من حجر اليمامة. وقد ذكرها الأعشى في شعره٢.

ومن "النبل" الجيد نبل يقال له: "رقميات"، وقد نسبت إلى "الرقم"، وهو موضع دون المدينة، ويقال سهام مرقومة٣.

وتريش النبال بريش الطيور، وتوضع عليها ريش نسر أحيانًا٤.

وتحفظ السهام والنبال في محفظة، يقال لها: "الكنانة". وأشهرها الكنائن المعروفة بـ"الكنائن الزغرية"، وهي منسوبة إلى "زغر"، موضع بالشأم، تعمل كنائن حمر مذهبة. وقد ذكرها أبو دؤاد الإيادي في شعره:

ككنانة الزُغرى زينها ... من الذهب الدلامص٥

ومن مشاهير الرماة عمرو بن عبد المسيح الطائي، وكان أرمى العرب. وفد إلى النبي، وفيه يقول امرؤ القيس:

ربَّ رامٍ من بني ثعل ... مخرج كفيه من ستره٦

واشتهر "القارة" بالرمي، فقيل: إنهم أرمى حي في العرب، ولهم يقال: "قد أنصف القارة من راماها"٧.

والقسي هي سلاح الصياد في الجاهلية، فهي بمثابة "البندقية" في هذا اليوم، يأخذها الصياد معه وفي كنائنه، ثم ينتظر، فإذا شاهد صيدًا رماه٨. ولهذا نجد المولعين بالصيد يذكرونها في شعرهم وفي وصفهم لمطاردة الحيوانات.


١ الاشتقاق "٢/ ٢٩٥".
٢ بلوغ الأرب "٢/ ٦٥"، "بلام" العمدة "٢/ ٢٣٢".
٣ شرح ديوان لبيد "ص١٩٥".
٤ شرح ديوان لبيد "ص١٩٥".
٥ بلوغ الأرب "٢/ ٦٥".
٦ المعارف "ص١٣٦"، وفي بعض الأصول "قتره"، العقد الفريد "٣/ ٤٠٠".
٧ العقد الفريد "٣/ ٣٤١".
٨ بلوغ الأرب "٢/ ٦٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>