للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقيمت لغايات مماثلة تقع في "وادي العروس" "وادي عروس" وفي "عنصاص" ويرجع تأريخها إلى حوالي القرن الثالث قبل الميلاد١.

وتختلف الأسوار من حيث المتانة والتحصينات والمواد التي تبنى بها باختلاف قدرة المدن المالية، فبعضها ذات أسوار ثخينة متينة، لها تحصينات قوية، يحتمي بها المدافعون لمقاومة المهاجمين، ولرميهم بمعدات المقاومة، لها مزاغل وفتحات ينظر منها المدافعون إلى أعدائهم، فإذا اقتربوا من السور، رموهم بالسهام وبالحجارة وبالمواد المشتعلة، وسكبوا عليهم الماء الحار أو الزيت المغلي إذا أرادوا إحداث ثغرة فيه أو قلع الأبواب وكسرها.

وعند أبواب المدن أو أبواب المعابد أو المباني العامة أو الشعاب، تكون رحاب، يتخذها سكان المدن مواضع يبيعون فيها ويشترون وأماكن للتجمع. وتعرف الواحدة بـ"رحبة" وتسمى "رحبوت" و"رحب" في العبرانية٢. وفيها تعقد الاجتماعات العامة، ويتجمع الناس لسماع الأخبار، وفيها تنفذ الأحكام العامة، مثل: تنفيذ أحكام الإعدام والإعلان بالمجرمين. وتكون مرابد تنعقد فيها الأسواق أيام الأسبوع. أو في أيام خاصة منه، أو في السنة.

وأبواب المدة المسورة، هي المنافذ الوحيدة التي يدخل منها الناس ويخرجون.

وتختلف في السعة، فلبعضها أبواب واسعة في كلٍ منها مصراعان، ولبعضها مصراع واحد. وتكون ثخينة متينة. وقد تُقوى بكسوتها بطبقة من حديد أو من معدن آخر، ليكون في إمكانها مقاومة المهاجمين، فلا تتحطم وتنهار بسرعة، ولا تأكلها النار. وتغلق بمغاليق متينة. تُقوى بحجارة وبأخشاب متينة عند حدوث خطر ما. وأما المجازات التي تلي الأبواب وتؤدي إلى الرحاب، فهي مختلفة الأشكال، ويحتمي بها المدافعون أيام الخطر، لسدها، ولشد أزر الأبواب على الوقوف صامدة أمام المهاجمين. وقد يواجه الباب، جدار متين، يجل المجاز على هيئة غرفة، يخرج الناس ويدخلون في ركن من أركانها يربط بين المجاز والرحبة المؤدية إلى الشعاب. وذلك ليكون من العسير على المهاجمين الولوج في المدينة عند تمكنهم من تحطيم الأبواب، وقد يُقوى الباب ببرج يُبنى فوقه، يكمن فيه المقاومون، لرمي العدو ولإلحاق الأذى به إذا ما حاول مهاجمة الباب.


١ Grohmann, S. ١٥٥
٢ Smith, Ency. Bibli., I, P.٣٣٥

<<  <  ج: ص:  >  >>