للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيام يونس بن متّى حين أرسل إلى أرض نينوى في بلاد الموصل١.

وهنالك من فرَّق بين "لقمان بن عاد" وبين "لقمان" المذكور في القرآن، قال الجاحظ: "وكانت العرب تعظِّم شأن لقمان بن عاد الأكبر والأصغر، ولقيم بن لقمان في النباهة والقدر وفي العلم والحكم، في اللسان وفي الحلم، وهذان غير لقمان الحكيم المذكور في القرآن على ما يقوله المفسّرون"٢. وقد أورد الجاحظ جملة أبيات للنمر بن تولب في لقمان ولقيم٣.

وقد ذكر الجاحظ أنه كانت للقمان أخت محمقة؛ تلد أولادًا حمقى، فذهبت إلى زوجة لقمان، وطلبت منها أن تنام في فراشها حتى يتصل بها لقمان، فتلد منه ولدًا كيِّسًا على شاكلته، فوقع عليها فأحبلها ب"لقيم" الذي أشرت إليه؛ فهو ابن لقمان إذن من أخته. وقد أورد الجاحظ في ذلك شعرًا جاء به على لسان الشاعر المذكور، أي: "النمر بن تولب"، زعم أنه نظمه في هذه القصة٤، وزعم الجاحظ أيضا أن لقمان قتل ابنته "صُحرا" أخت "لقيم"، وذلك أنه كان قد تزوّج عدة نساء كلّهن خنّه في أنفسهنّ، فلما قتل أخراهنّ ونزل من الجبل، كان أول من تلقاه "صُحرا" ابنته فوثب عليها فقتلها، وقال: "وأنت أيضا امرأة". وكان قد ابتلي بأخته على نحو ما ذكرت، فاستاء من النساء. وضربت العرب في ذلك المثل يقتل لقمان ابنته صُحرا، وقد أشير إلى ذلك في شعر لـ "خفاف بن ندبة"٥.

وقد أشير إلى "حي لقمان" في شعر لأبي الطحان القيني٦، كما أشير إليه


١ أبو الفداء: المختصر "١/ ٢١ ما بعدها"، مروج الذهب "١/ ٥٧ وما بعدها"، منتخبات "ص٩٥ وما بعدها"، ابن كثير، البداية "٢/ ٢٦"، "مطبعة السعادة"، تفسير ابن كثير "٣/ ٤٤٣ وما بعدها"، تفسير البيضاوي "٧/ ١٣٤ وما بعدها"، البلدان "٣/ ٦٠٩"، تفسير الفخر الرازي "٧/ ٧١"، تفسير الطبري "٢١/ ٦٧"، الحيوان، للجاحظ "١/ ٢١".
٢ البيان والتبيين "١/ ١٣٦".
٣ البيان والتبيين "١/ ١٣٦"، "١/ ١٦١" "القاهرة ١٩٣٤م"، نهاية الأرب "١٣/ ٦١".
٤ البيان والتبيين "١/ ١٦١"
٥ الحيوان "١/ ٢١" طبعة الحلبي".
٦
أمست بنو القين أفراقًا موزعة ... كأنهم من بقايا حي لقمان
البيان والتبيين "١/ ١٦٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>