الأصلية فيها مثل "أل""إيل" وأمثال ذلك، قد غيرت في ديانتها، وبدلت في تصوراتها للآلهة، حتى صارت في بعض معتقداتها على نقيض مع معتقدات الساميين الشماليين.
وفي الدين معبود يعبد هو الله، أو جملة آلهة، أو قوى خارقة تلعب في مقدرات الإنسان وعبدة يتعبدون له أو لها فهم عباده او عبادها و"العبادة" الطاعة، وأداء الواجبات المفروضة على الإنسان تجاه الله١، أو الآلهة.
والرأي المعروف بين الناس حتى الطبقة المتعلمة منهم، أن العرب الجاهليين كانوا على جانب عظيم من الانحطاط الديني قبل الإسلام، وأن تفكيرهم في ذلك تفكير منحط لا يتجاوز تفكير القبائل البدائية وهو رأي خاطئ، يفنده القرآن الكريم، وإذا كان ما يقوله صحيحًا بالقياس إلى السواد والأعراب، فإنه لا يصح أن يكون حكمًا عامًّا على الكل، ولا سيما على المتحضرين وعلى من كان لهم اتصال بالعالم الخارجي.
وتأريخ أديان العرب قبل الإسلام، فصل مهم جدًّا من فصول تأريخ العرب عامة قبل الإسلام وبعدها، بدونه لا يمكن فهم عقلية القوم الذين نزل الوحي بينهم وطريقة معرفة تفكيرهم ووجهة نظرهم إلى الخالق والكون ثم الأسباب التي دعت إلى نزول الوحي وظهور الإسلام، وبدون دراسة أديان الجاهليين ومقالاتهم في الخالق والخلق، لا نتمكن أبدًا من فهم رسالة الإسلام فهمًا صحيحًا. بل إن هذا الدراسة أيضًا فصل مهم جدًّا لفهم كثير من الأمور الواردة في التوراة والإنجيل إذ كان العرب قومًا من هذه الأقوام التي كانت لها صلات قديمة بأرض الوحي التي نزل بها الكتاب المقدس بعهديه، وعضو فعال في هذه المجموعة المسماة بالشعوب السامية. ما نعثر عليه من جديد في الناحية الدينية يكشف عن غوامض عديدة من غوامض العهدين، فجدير بالعلماء وبنا إذن الانصراف إلى البحث والاستقصاء للعثور على المصطلحات المفقودة من هذا الفعل.
وسنرى في الفصول القادمة أسماء رجال كان لهم شأن وخطر في الحياة الدينية للجاهليين، وقد زعم أهل الأخبار أن بعضًا منهم كان من الأنبياء الذين جاءوا إلى قومهم برسالة. وأن بعضًا آخر. كان من المصلحين الهادين، من أصحاب