للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللتين دخلتا اليمن ووجدتا لها أتباعًا هناك، بل حتى هذه العبادة لا نستطيع أن نتحدث عنها حديثًا يقينيًّا، فنقول إنها عبادة توحيد خالص تعتقد بوجود إله واحد على نحو ما يفهمه أهل القول بالتوحيد.

وقد ذكرت جملة "ذ سموى" في نص مع الإله "تالب ريمم" "تالب ريام"، رب قبيلة "همدان" ويدل ذكر اسم هذا الإله مع اسم إله آخر على أن عقيدة التوحيد لم تكن قد تركزت بعد، وأنها كانت في بدء تكوينها، فلما اختمرت في رءوس القوم، ذكرت وحدها في النصوص المتأخرة، دون ذكر أسماء الأصنام الأخرى، مما يشير إلى حدوث هذا التطور في العقائد، وإلى ظهور عقيدة التوحيد والإيمان بإله السماء عند جماعة من العرب الجنوبيين، وقد أكملت هذه العقيدة بأن صار إله السماء رب السماء والأرض١.

ولم يكن "ذ سموي"، "ذ سمى إله "، "ذو السماء إله" أي "صاحب السماء" أو "إله السماء" أو "رب السماء" إله جماعة معينة أو إله قبيلة مخصوصة، بل هو إله ولدته عقيدة جديدة ظهرت في اليمن بعد الميلاد على ما يظن تدعو إلى عبادة إله واحد هو "رب السماء"، فهو إله واحد مقره السماء. ويرى بعض المستشرقين أن هذه العقيدة وهي نتيجة اتصال أهل اليمن باليهودية والنصرانية على أثر دخولهما العربية الجنوبية، فظهرت جماعة تأثرت بالديانتين تدعو إلى عبادة إله واحد هو "رب السماء"٢.

وأما عبادة الرحمن" "رحمنن" فهي عبادة توحيد، ظهرت من جزيرة العرب فيما بعد الميلاد. وقد وردت كلمة "رحمنن"، أي "الرحمن"، في نص يهودي كذلك وفي كتابات "إبرهة"، وردت في نصوص عربية جنوبية أخرى وفي نصوص عثر عليها في أعالي الحجاز ٣. وقد كان أهل مكة على علم بالرحمن، ولا شك، باتصالهم باليمن وباليهود. ولعلهم استخدموا الكلمة في


١ Handbuch, I, S. ١٠٢.
٢ Handbuch, I, S. ١٠٤, Rivista, ١٩٥٥, Fax. I, II, p. ١٠٩.
Le Museon, ١٩٥٤, tome LXVII, p. ١١٨.
٣ Glaser ٥٥٤, ٤٠٦ = ٤١٠, Halevy ٦٣, CIH, Pars ٤, Tomus, I, Capt. I, ١ft. ٦. p. ١٥ - ٩, n, ٥٣٧ - ٥٤٣, p. ٢٥٧ - ٣٠٠, CIH, ٦, ٤٥, ٥٣٧, ٥٣٨, ٥٣٩, ٥٤١, ٥٤٢, ٥٤٣, MM, Attsud., ١٩, Rep. Epig., ٣٩٠٤, ٤٠٦٩, ٤١٠٩, Stambul, ٧٦٠٨, Asmara, I, Le Museon, Ltl, p. ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>