للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى الله. وإن ذكر علماء اللغة أو علماء التفسير أن اللفظة لم تكن معروفة عند أهل مكة في الجاهلية١.

وقد جاء في النص اليهودي المذكور: "الرحمن الذي في السماء وإسرائيل وإله إسرائيل رب يهود". وقد حمل هذا النص بعض الباحثين على القول بأن العرب الجنوبيين قد أخذوا هذه الكلمة وفكرتهم عن الله من اليهودية، وأن فكرت التوحيد هذه إنما ظهرت بتأثير اليهودية التي دخلت إلى اليمن. غير أن من الباحثين من رأى خلاف هذا الرأي. رأى أن افتتاح النص بذكر الرحمن، ثم إشارته بعد ذلك إلى إله يهود، ورود كلمة الرحمن" في نص آخر يعود إلى سنة "٤٦٨" للميلاد٢. كتبه صاحبه شكرًا للرحمن الذي ساعده في بناء بيته: كل هذه وأسباب أخرى، تناقض رأي القائلين بأن عقيدة الرحمن عقيدة اقتبست من اليهود٣.

وقد ذكر بعض علماء اللغة أن "الرحمن" اسم من أسماء الله مذكور في الكتب الأول، وأن اللفظة عبرانية الأصل، وأما الرحيم" فعربية. وذكروا أن "الرحمن" اسم مخصص بالله، لا يجوز أن يسمى به غيره٤. وقد أنشدوا للشنفرى أو لبعض الجاهلية الجهلاء.

ألا ضربت تلك الفتاة هجينها ... ألا قضب الرحمن ربي يمينها

فيظهر من هذا البيت أن الشاعر كان يدين بعبادة الرحمن. ونجد مثل هذه العقيدة في قول سلامة بن جندل الطهوي:


١ Handbuch, I, S. ٢٤٨, Halevy, Revue des Etudes Juives, ١٨٩١, Vol. ٢٢, PP. ١٢٥-١٢٩, ٢٨١, ٢٣, p. ٣٠٤, Margoliouth, the Relations. P. ٦٧.
٢ CIS. ٧.
٣ Margoliouth, The Relation Between Arabs and Israelttes Prior to The Rise of Islam, P. ٦٧.
٤ تاج العروس "٨/ ٣٠٧"، "رحم"، القرطبي، الجامع لأحكام القرآن "١/ ١٠٦". تفسير الطبري "١/ ٤٤"، تفسير ابن كثير "١/ ٢١".
٥ تفسير الطبري "١/ ٤٤"، وورد:
لقد لطمت تلك الفتاة هجينها ... ألا بتر الرحمن ربي يمينها
الاشتقاق "ص٣٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>